المسألة: 116 دفاع ابن حبان عن أبي بكر وعمر في تغييب السنة؟
من أقدم المدافعين عن تغييب أبي بكر وعمر لسنة النبي صلى الله عليه وآله، محمد بن حبان البستي الخراساني توفي سنة 354، قال في كتابه المجروحين: 1 / 33:
(أخبرنا عبد الملك بن محمد قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجها ما عقلناه.
قال أبو حاتم (يقصد نفسه ابن حبان): فهذا عناية هذه الطائفة (يعني أهل السنة والجماعة وقد تسموا بذلك في عهد معاوية) بحفظ السنن على المسلمين، وذب الكذب عن رسول رب العالمين، ولولاهم لتغيرت الأحكام عن سننها، حتى لم يكن يعرف أحد صحيحها من سقيمها، والملزق بالنبي (ص) والموضوع عليه، مما روي عن الثقات والأئمة في الدين.
فإن قال قائل: فكيف جرحت من بعد الصحابة؟ وأبيت ذلك في الصحابة، والسهو والخطأ موجود في أصحاب رسول الله (ص) كما وجد فيمن بعدهم من المحدثين؟ يقال له: إن الله عز وجل نزه أقدار أصحاب رسوله عن ثلب قادح، وصان أقدارهم عن وقيعة متنقص، وجعلهم كالنجوم يقتدى بهم... فالثلب لهم غير حلال، والقدح فيهم ضد الإيمان، والتنقيص لأحدهم نفس النفاق، لأنهم خير الناس قرنا بعد رسول الله، بحكم من وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى (ص). وإن من تولى رسول الله إيداعهم ما ولاه الله بيانه الناس، لبالحري من أن لا يجرح، لأن رسول الله لم يودع أصحابه الرسالة وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب إلا وهم عنده صادقون جائزوا الشهادة، ولو لم يكونوا كذلك لم يأمرهم