المسألة: 130 بماذا تفسرون إعجاب عمر بأحبار اليهود وثقافتهم؟
كان عمر معجبا بثقافة اليهود، حتى في حياة النبي صلى الله عليه وآله!
وكان يدرس عندهم في المدينة!
وقد عربوا له التوراة وجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وآله ليعترف بها، فغضب صلى الله عليه وآله وزجره! وله في ذلك قصص مع النبي صلى الله عليه وآله. قال السيوطي في أسباب النزول: 1 / 21، إن عمر كان يأتي اليهود فيسمع منهم التوراة.
وقال في الدر المنثور: 5 / 148: (وأخرج ابن الضريس عن الحسن أن عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله إن أهل الكتاب يحدثونا بأحاديث قد أخذت بقلوبنا، وقد هممنا أن نكتبها؟! فقال (ص): يا ابن الخطاب أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟! أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولكني أعطيت جوامع الكلم واختصر لي الحديث اختصارا!). انتهى.
وهذا يدل على أن عمر لم يكن وحده مغرما بثقافة اليهود، بل كان معه آخرون من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله! وأنهم بلغ إعجابهم بأحاديث اليهود أنهم طلبوا من النبي صلى الله عليه وآله أن يجيز لهم كتابتها رسميا! ولعلهم كانوا كتبوها بالفعل لكنهم أرادوا من النبي صلى الله عليه وآله أن يمضي عملهم ويعطيه الشرعية!
ويدل طلبهم هذا فيما يدل على أن التدوين في مفهوم العرب كان يعني القبول والإعجاب، وأن كل ما يأخذ بقلب الإنسان لبلاغته أو صدقه، فهو يستحق الكتابة والتدوين، لكي يحفظ ويستفاد منه.