المسألة: 117 دفاع الذهبي عن أبي بكر وعمر في تغييب السنة من أكثر المتحمسين في الدفاع عن تغييب أبي بكر وعمر للسنة، الحافظ الذهبي المتوفي سنة 748، قال في تذكرة الحفاظ: 1 / 2: (أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أفضل الأمة، وخليفة رسول الله (ص)... أن الصديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال: إنكم تحدثون عن رسول الله (ص) أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا! فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله، فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه.
فهذا المرسل يدلك أن مراد الصديق التثبت في الأخبار والتحري، لا سد باب الرواية، ألا تراه لما نزل به أمر الجدة ولم يجده في الكتاب، كيف سأل عنه في السنة، فلما أخبره الثقة ما اكتفى حتى استظهر بثقة آخر، ولم يقل حسبنا كتاب الله كما تقوله الخوارج.... نعم، فرأس الصادقين في الأمة الصديق وإليه المنتهى في التحري في القول وفي القبول.
وقد نقل الحاكم فقال.... قالت عائشة: جمع أبي الحديث عن رسول الله (ص) وكانت خمسمائة حديث، فبات ليلته يتقلب كثيرا قالت فغمني فقلت: أتتقلب لشكوى أو لشئ بلغك؟ فلما أصبح قال: أي بنيه، هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها، فدعا بنار فحرقها، فقلت لم أحرقتها؟ قال خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقت ولم تكن كما حدثني، فأكون قد نقلت ذاك. فهذا لا يصح والله أعلم). انتهى.