المسألة: 160 قول عمر عندهم سنة مطاعة، يردون به سنة النبي صلى الله عليه وآله!!
تقدم في المسألة (125) أن السنة عندهم كانت بمعنى سنة أبي بكر وعمر قبل سنة النبي صلى الله عليه وآله! وأن طالب العلم المتقي الذي كان يتوجس من ذلك خوفا من الله تعالى، يحرمونه من وظائف الدولة! قال صالح بن كيسان كما في طبقات ابن سعد: 2 / 388: (وأخبرت عن عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر أخبرني صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم فقلنا نكتب السنن، قال وكتبنا ما جاء عن النبي (ص) قال: ثم قال: نكتب ما جاء عن الصحابة فإنه سنة! قال قلت إنه ليس بسنة فلا نكتبه، قال فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت...)!!
فقد تحسر ابن كيسان لأن زميله الزهري قد (أنجح) بكتابة سنة الخلفاء، وفاز برضا الدولة وألوف الوليد بن عبد الملك بن مروان ثمنا لدفاتره! أما هو فلم (ينجح) لأنه اقتصر على سنة النبي صلى الله عليه وآله!
وكانت سنة عمر تسمى: (السنة الماضية) أي المطبقة عمليا، بينما سنة النبي صلى الله عليه وآله ليست هي الماضية، فقد يطبقها الولاة وقد يتركونها!
أطاعوا عمر وخالفوا النبي صلى الله عليه وآله حتى صاح ابن عباس وابن عمر: طفح الكيل!
قال ابن حزم في الإحكام: 4 / 581: (أو ليس ابن عباس يقول: أما تخافون أن يخسف الله بكم الأرض! أقول لكم قال رسول الله (ص) وتقولون: قال أبو بكر وعمر!! وكان إسحاق بن راهويه يقول فيما روى عنه محمد بن نصر المروزي