المسألة: 164 نسبتهم القسوة إلى النبي صلى الله عليه وآله في تفسير آيتي العقوبة والمحاربة لتبرير قسوة حكامهم!!
عرف القاصي والداني عن النبي صلى الله عليه وآله حسن خلقه ولين جانبه، وإنسانيته الشفافة وعطفه على كل الناس، حتى أن أعداءه طمعوا بعفوه وكرمه..
وقرأ المسلمون قوله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وآله: فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين. (آل عمران: 159) وقوله تعالى: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. (التوبة: 128) في مقابل هذه الإنسانية الرفيعة، تفاجؤك صورة منفرة رسمتها مخيلة بعض الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله بأنه قاس لا ينبض قلبه بالعاطفة، ولا تدمع عينه على أحد! وأنه حاقد يعذب بدق المسامير بالأيدي إلى الحائط، ويسمل عيون آخرين بمسامير الحديد المحماة، ويقطع أيديهم وأرجلهم ويتركوهم ينزفون حتى يموتوا، ثم يحرقهم بالنار!! نعم، كل ذلك لأجل تبرير قسوة حكام قريش!
كيف نصدقهم في أن النبي صلى الله عليه وآله كان قاسي القلب؟!
قالت عائشة كما في مسند أحمد: 6 / 141: (ثم دعا سعد (بن معاذ) قال: اللهم إن كنت أبقيت على نبيك (ص) من حرب قريش شيئا فأبقني لها، وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك. قالت فانفجر كلمه (جرحه) وكان قد برئ حتى ما يرى