ومنها، أن عمر اتهم النبي صلى الله عليه وآله بأنه أخذ الأسرى باجتهاد منه بدون أمر ربه، أو طمعا بفدائهم المالي، ثم نهاه ربه، فعصى أمر ربه وأصر على رأيه!
وهذا تحريف للآية، لأن التوبيخ فيها ليس للنبي صلى الله عليه وآله بل للذين خافوا من مواجهة قريش وأرادوا غنيمة القافلة، وهم أبو بكر وعمر ومن وافقهم! فهم الذين أرادوا عرض الحياة الدنيا، وأخذ القافلة وأسر مرافقيها، ولو فعلوا ذلك لمسهم فيما أخذوا عذاب عظيم!
أما النبي صلى الله عليه وآله فقد أخذ أسرى بعد الإثخان في الأرض، وأي إثخان أبلغ من سفره مسافة مئة وخمسين كيلو مترا إلى بدر، وإمعانه في قتل المشركين؟!
وهذا المعنى واضح من آيات بدر: كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون. يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون. وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين. إلى قوله: ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم).
ومنها، أن الرواية تقول إن النبي صلى الله عليه وآله أخذ من الأسرى الفداء في الغد، فنزلت عليه الآية توبخه وتنذره بالعذاب، فقعد هو وأبو بكر يبكيان على ذنبهما! ومع ذلك عاد النبي صلى الله عليه وآله بالأسرى إلى المدينة، وأخذ منهم الفداء بعد مدة!!
فمن يصدق أن النبي صلى الله عليه وآله نزل عليه التوبيخ، وبكى على ذنبه، ثم أصر عليه؟!
أكذوبة: لو نزل العذاب ما نجا منه إلا ابن الخطاب!
يتضح لكل ذي عينين أن كل غرضهم من روايات قصة أسارى بدر أن يمدحوا عمر بن الخطاب، ولو بتخطئة النبي صلى الله عليه وآله!