ولا آمنت منذ كفرت، والله لتقاتلنك فتأهب لذلك أهبته، واعدد له عدته)! (ورواه في عيون الأثر: 1 / 327، والنهاية: 3 / 321).
وفي الصحيح من السيرة: 5 / 21: (فقام أبو بكر، فقال: يا رسول الله، إنها قريش وخيلاؤها، ما آمنت منذ كفرت، وما ذلت منذ عزت، ولم تخرج على هيئة الحرب. فقال له رسول الله (ص): أجلس، فجلس، فقال (ص): أشيروا علي، فقام عمر، فقال مثل مقالة أبي بكر. فأمره النبي (ص) بالجلوس فجلس).
(عن مغازي الواقدي: 1 / 48، والسيرة الحلبية: 2 / 150، والدر المنثور: 3 / 166 ودلائل النبوة للبيهقي، والبحار: 19 / 247، وتفسير القمي: 1 / 258).
وثانيا: إن الدليل الذي استدلوا به وجعلوه فضيلة عمر، وضمنوه الطعن على النبي صلى الله عليه وآله متهافت، ففي الدر المنثور: 3 / 163: (أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبن مردويه، والبيهقي في الدلائل عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال لنا رسول الله (ص) ونحن بالمدينة وبلغه أن عير أبي سفيان قد أقبلت، فقال: ما ترون فيها لعل الله يغنمناها ويسلمنا، فخرجنا فلما سرنا يوما أو يومين، أمرنا رسول الله (ص) أن نتعاد ففعلنا فإذا نحن ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، فأخبرنا النبي (ص) بعدتنا فسر بذلك وحمد الله، وقال: عدة أصحاب طالوت. فقال: ما ترون في القوم فإنهم قد أخبروا بمخرجكم؟ فقلنا يا رسول الله لا والله مالنا طاقة بقتال القوم، إنما خرجنا للعير... إلى أن قال: فقتلنا وأسرنا، فقال عمر: يا رسول الله ما أرى أن تكون لك أسرى فإنما نحن داعون مؤلفون، فقلنا معشر الأنصار إنما يحمل عمر على ما قال حسد لنا، فنام رسول الله (ص) ثم استيقظ ثم قال: ادعوا لي عمر فدعي له فقال له: إن الله قد أنزل علي: ما كان لنبي أن تكون له أسرى.. الآية). انتهى.
(وهو في الطبراني الكبير: 4 / 174، وحسنه في مجمع الزوائد: 6 / 73).
فهذا الحديث الحسن يدل أولا، على أن عمر وأبا بكر كانا من الذين قالوا