وقد وضعوا لذلك حديثا مكذوبا على رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (لو نزل العذاب لما نجا منه إلا ابن الخطاب). ومع أن نقادهم حكموا بوضعه، إلا أن علماءهم يستشهدون به ويصححونه عمليا، لافرق بين كبيرهم وصغيرهم!
كما حكموا بوضع حديث: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)، ومع ذلك يستشهدون، ويبنون عليه مذهبهم في الفقه والأصول والتفسير! ولا يتسع المجال لإثبات ذلك من مصادرهم في العقائد وأصول الفقه والفقه والتفسير!
قال السيوطي في الدر المنثور: 3 / 202: (وأخرج ابن المنذر، وأبو الشيخ، وابن مردويه، من طريق نافع، عن ابن عمر قال... فأخذ رسول الله (ص) بقول أبي بكر ففاداهم رسول الله فأنزل الله: لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم، فقال رسول الله: إن كاد ليمسنا في خلاف ابن الخطاب عذاب عظيم، ولو نزل العذاب ما أفلت إلا عمر).
وقال السرخسي في المبسوط: 10 / 139: (وقال (ص) لو نزل العذاب ما نجى منه إلا عمر، فإنه كان أشار بقتلهم، واستقصى في ذلك)!! أي أصر وألح.
وقال الغزالي في المستصفى ص 170: (وقال (ص) في قصة أسارى بدر حيث نزلت الآية على وفق رأي عمر: لو نزل بلاء من السماء ما نجا منه إلا عمر).
وقال الكاشاني في بدائع الصنائع: 7 / 119: (وأشار سيدنا عمر إلى القتل فقال رسول الله: لو جاءت من السماء نار ما نجى إلا عمر! أشار عليه الصلاة والسلام إلى أن الصواب كان هو القتل).
وفي زاد المسير لابن الجوزي: 3 / 258: (وروي عن ابن عمر قال: لما أشار عمر بقتلهم وفاداهم رسول الله (ص) أنزل الله تعالى: ما كان لنبي.. إلى قوله: حلالا طيبا. فلقي النبي (ص) عمر فقال: كاد يصيبنا في خلافك بلاء). انتهى.