لا طاقة لنا بقتال قريش، كالذين قالوا: لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده.
وثالثا: إن قول عمر (ما أرى أن تكون لك أسرى فإنما نحن داعون مؤلفون)! يدل على أن عمر كان معارضا لأصل أخذ الأسرى لأنهم من قريش، تعصبا أن يأسرهم الأنصار! فهذا معنى قولهم: فقلنا معشر الأنصار إنما يحمل عمر على ما قال حسد لنا!
ورابعا: تقول الرواية إن عمر اعترض في بدر بعد المعركة، فنزلت الآية مؤيدة لرأيه، ونهت النبي صلى الله عليه وآله عن أخذ الأسرى، لأن معركة بدر لم تكن إثخانا كافيا يحلل أخذ الأسرى! فدعا النبي صلى الله عليه وآله عمر فقرأها له وأقر بأن رأيه كان خطأ ورأي عمر صوابا، ومع ذلك خالف النبي صلى الله عليه وآله الآية وعصى أمر ربه، وأخذ أسرى من قريش وساقهم إلى المدينة! ثم عصى ربه فيهم ثانية فأخذ منهم الفداء!
* * وفي مسند أحمد: 1 / 30: (فلما كان يومئذ والتقوا فهزم الله عز وجل المشركين فقتل منهم سبعون رجلا وأسر منهم سبعون رجلا، فاستشار رسول الله (ص) أبا بكر وعليا وعمر فقال أبو بكر: يا نبي الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، فإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوة على الكفار، وعسى الله أن يهديهم فيكونون لنا عضدا. فقال رسول الله (ص) ما ترى يا ابن الخطاب؟ قال قلت: والله ما أرى ما رأي أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنني من فلان - قريب لعمر - فأضرب عنقه، وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم.
فهوي رسول الله (ص) ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت، فأخذ منهم الفداء فلما