أخبرته بخروجهما أم أخبر، فرجع حتى دخل البيت وأرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب). انتهى.
وفي البخاري: 6 / 141: (قال حتى تصدعوا كلهم عنها (أي شبعوا وتركوا السفرة) فخرج منهم من خرج، وبقي نفر يتحدثون، قال: وجعلت أغتم...).
وفي مسلم: 4 / 149: (أطعمهم خبزا ولحما حتى تركوه)!
وفي سنن الترمذي: 5 / 37: (وجلس طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله، ورسول الله جالس وزوجته مولية وجهها إلى الحائط، فثقلوا على رسول الله.....) وفي معجم الطبراني الكبير: 24 / 48: (فجعل رسول الله (ص) يخرج والقوم مكانهم ويرجع والقوم قعود، فأنزل الله: يا أيها الذين آمنوا...) (راجع أيضا: مسند ابن راهويه: 4 / 45، والطبراني الكبير: 24 / 49، ومسند أحمد: 3 / 196 و 246، وصحيح مسلم: 4 / 147 و 149 و 151 والترمذي: 5 / 37).
* * قال القرطبي في تفسيره: 14 / 224: (قال ابن أبي عائشة في كتاب الثعلبي: حسبك من الثقلاء أن الشرع لم يحتملهم). انتهى.
لكن حسبك من هؤلاء الثقلاء أنهم محترمون جدا فقد أجمع رواة السلطة أن يستروا عليهم! وزاد بعضهم في الستر عليهم فلم يذكر رجلين أو ثلاثة، بل عبر عنهم بالرهط والقوم!! وعذرهم الشراح بأن تأخرهم كان لعدم التفاتهم، وكأنهم كانوا مستغرقين في ذكر الله تعالى والصلاة على نبيه صلى الله عليه وآله، أو مشغولين في التفكير في مصالح الإسلام والمسلمين!
قال في فتح الباري: 8 / 407: (فتهيأ للقيام ليفطنوا لمراده فيقوموا بقيامه، فلما ألهاهم الحديث عن ذلك قام وخرج، فخرجوا بخروجه إلا الثلاثة الذين لم يفطنوا لذلك لشدة شغل بالهم بما كانوا فيه من الحديث، وفي غضون ذلك كان