ثم قال ابن بطال: وفيه أن النبي (ص) كان ينتظر الوحي في الأمور الشرعية لأنه لم يأمرهن بالحجاب مع وضوح الحاجة إليه، حتى نزلت الآية. وكذا في إذنه لهن بالخروج)!! انتهى كلام ابن حجر وابن بطال..
ولك أن تلاحظ قوله: (كان ينتظر الوحي في الأمور الشرعية) الذي يعني أن النبي صلى الله عليه وآله كان في غير الأحكام يقول باجتهاده وظنونه، ولا ينتظر الوحي، ولذا كان الله تعالى يخطؤه ويصوب رأي عمر!
على أن قولهم إنه صلى الله عليه وآله كان ينتظر الوحي في الأحكام مجاملة، فقد قالوا إنه صلى الله عليه وآله كان يجتهد ويخطئ حتى في الأحكام، وحتى في تبليغ رسالة ربه!!
والنتيجة: أنه يجب عليك أن تقبل أن آية الحجاب نزلت بناء على طلب عمر، وأن عجلة عمر وغلظته وتدخله فيما لا يعنيه، وعدم انتظاره لأمر النبي صلى الله عليه وآله وما يوحيه ربه اليه.. كلها فضائل، بل مناقب عظيمة تفوق انتظار النبي صلى الله عليه وآله للوحي! بدليل أن الله تعالى وافق رأي عمر!
* * وينبغي أن نلفت هنا إلى بعض ألاعيب ابن حجر في جعله حديث: أحجب نساءك، وحديث عمر مع سودة بصيغة المتباينة، حديثا واحدا! ثم جعل حديث أنس عن زواج النبي صلى الله عليه وآله بزينب متصلا به فقال:
(ويجمع بينه وبين حديث أنس في نزول الحجاب بسبب قصة زينب أن عمر حرص على ذلك حتى قال لسودة ما قال..! فاتفقت القصة للذين قعدوا في البيت في زواج زينب فنزلت الآية! فكان كل من الأمرين سببا لنزولها... وقد سبق إلى الجمع بذلك القرطبي فقال: يحمل على أن عمر تكرر منه هذا القول قبل الحجاب وبعده، ويحتمل أن بعض الرواة ضم قصة إلى أخرى، قال: والأول