أولى، فإن عمر قامت عنده أنفة من أن يطلع أحد على حرم النبي (ص) فسأله أن يحجبهن، فلما نزل الحجاب كان قصده أن لا يخرجن أصلا، فكان في ذلك مشقة، فأذن لهن أن يخرجن لحاجتهن التي لا بد منها)! انتهى.
وهذا مثل لتخرص شخص مغرم بعمر لا يرى النبي صلى الله عليه وآله إلا بعده، فتراه يفرض احتمالات لا دليل عليها بل الدليل على ضدها، ويبني عليه منقبة لمن شغف به!
من هم الثقلاء الذين تأخروا بعد انصراف الناس من وليمة النبي صلى الله عليه وآله؟
ورد في رواياتهم ذكر ثلاثة رجال ثقلاء لم يسمهم الرواة، وقد عودونا أنهم عندما لا يسمون مذموما، فهو من شخصيات قريش!! ولم نجد من صرح باسم هذين الرجلين الثقيلين المؤذيين، ولا باسم ثالثهم الذي خرج قبلهما فكان أقل منهما أذى وسوء أدب! قال في فتح الباري: 8 / 406: (فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر.. في رواية عبد العزيز: وبقي ثلاثة رهط وفي رواية حميد: فلما رجع إلى بيته رأى رجلين، ووافقه بيان بن عمرو عن أنس عند الترمذي، وأصله عند المصنف أيضا، ويجمع بين الروايتين بأنهم أول ما قام وخرج من البيت كانوا ثلاثة، وفي آخر ما رجع توجه واحد منهم في أثناء ذلك فصاروا اثنين. وهذا أولى من جزم ابن التين بأن إحدى الروايتين وهم. وجوز الكرماني أن يكون التحديث وقع من اثنين منهم فقط والثالث كان ساكتا. فمن ذكر الثلاثة لحظ الأشخاص ومن ذكر الاثنين لحظ سبب العقود. ولم أقف على تسمية أحد منهم)!!
وقال الطبري في تفسيره: 22 / 45: (واختلف أهل العلم في السبب الذي نزلت هذه الآية فيه، فقال بعضهم: نزلت بسبب قوم طعموا عند رسول الله (ص) في وليمة زينب بنت جحش، ثم جلسوا يتحدثون..... وقال: فيجئ القوم يأكلون