أقول: قد وهم ابن عمر في ذلك، وقد زعم في رواية أنه كان على السطح فرأى النبي صلى الله عليه وآله جالسا على حاجته مستقبل القبلة! وكلها مكذوبات لتبرير فعل الخلفاء، ولا يتسع المجال لتفصيل ذلك، وغرضنا إثبات أن أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وتعاليم الإسلام تأبى أن لا يكون في بيته بيت خلاء، من أول هجرته إلى المدينة، وأن من كانت هذه أخلاقه لا يمكن أن يقبل أن تخرج نساؤه إلى الفلاة لقضاء حاجتهن، فلا بد من رد روايتهم بأنه لم يتخذ لهن خلاء إلى السنة الرابعة أو الخامسة للهجرة، وأنهن كن لا يخرجن إلا من الليل إلى الليل كما زعمت عائشة! قالت: (فخرجت مع أم مسطح قبل المناصع وكان متبرزنا، وكنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا، قالت وأمرنا أمر العرب الأول في البرية قبل الغائط). (صحيح البخاري: 5 / 57).
تقصد عائشة أن عادتهم كانت التبرز في البرية كعرب البادية، قبل أن يتخذوا بيت الخلاء (الغائط). ولابد أنها تتحدث عن حي بني تيم، لا بني هاشم.
وقد رووا أن خروج سودة إلى المناصع كان بعد نزول آية الحجاب (فتح الباري: 1 / 218)، وأنه بعد فرض الحجاب عليهن كن يخرجن إلى المناصع، وأراد عمر منعهن! ومعناه أن النبي صلى الله عليه وآله لم يتخذ بيت خلاء إلى السنة الرابعة أو الخامسة!!
وحيث لا يمكن قبول هذا الكلام، فلعل عائشة وسودة كانتا تخرجان على خلاف عادة البيت النبوي!
فهل تطعنون في أخلاق نبيكم صلى الله عليه وآله وتقبلون رواية عائشة؟!
3 - هل ترون أن تدخلات عمر في شأن نساء النبي صلى الله عليه وآله أمر يتفق مع الأخلاق والآداب الواجبة مع النبي صلى الله عليه وآله وحرمه؟!