كلهم هالكون إلا العاملون» ()، وقوله عليه السلام: «لا عمل لي أستحق به الجنة» ()، فعلى هذا لا ربط للخبر بمطلوب المستدل أصلا، إذ معناه حينئذ - والله أعلم - لا عبادة إلا بنية القربة، وهذا مما لا ينكره أحد.
ومنها: قوله عليه السلام: «إنما الأعمال بالنيات» ()، وقد ادعي تواتره لفظا، لكن المحكي عن شيخنا الأستاذ - قدس سره - أن إسناده متصل إلى رئيس الفاسقين ().
وكيف كان، فتقريب الاستدلال به: أن كلمة (إنما) بمنزلة كلمة (إلا) الواقعة بعد (لا)، فتفيد ما تفيده من الحصر، والمراد بالعمل الواجبات، وبالنية نية القربة - كما مر في الحديث السابق - فيتم به المطلوب.
لكن يتجه عليه - مضافا إلى ما مر من استلزامه لتخصيص الأكثر، ودعوى ظهور إرادة العبادة من العمل - أنه يحتمل أن يكون المراد بالنية في هذه الرواية نية التعين التي لا بد منها في الأفعال المشتركة، لا القربة، وهذا الاحتمال إن لم نقل بظهوره، فهو ليس بأبعد مما صار إليه المستدل.