ولا يقبل لأوليائه شهادة في دولة الظالمين.) (1) 15 - عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام، قال: (يا علي! إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.) إلى أن قال صلى الله عليه وآله: (يا علي! ما أحد من الأولين والآخرين، إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه لم يعط من الدنيا إلا قوتا.) (2) 16 - قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من أصبح معافى في جسده، آمنا في سر به، عنده قوت يومه، فكأنما خيرت له الدنيا. يا ابن جعشم! يكفيك منها ما سد جوعتك، ووارى عورتك فإن يكن بيت يكنك فذاك، وإن يكن دابة تركبها فبخ بخ، وإلا فالخبز وماء الجرة (3)، وما بعد ذلك حساب عليك أو عذاب.) (4) 17 - قال الشهيد قدس سره في منية المريد: (في شرائط العلم.) إلى أن قال: (وأن يتوكل على الله.) إلى أن قال (ره) وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله:
(إن الله قد تكلف [تكفل] لطالب العلم برزقه خاصة، عما ضمنه لغيره.) (5) أقول: المستفاد من مجموع بيانات الحديث في هذا المجال وكذا الآيات والروايات أن غير المطلوب أو المبغوض، هو الاهتمام بالرزق على نحو يوجب الغفلة عن الرزاق تعالى، واعتماد الانسان على فكره وتدبيره وما يكون بحسب الظاهر سببا لرزقه، وأما السعي في الكسب وطلب الحلال من الرزق، فليس ممنوعا بل هو أمر مطلوب مرغوب فيه، بل قد يكون واجبا. وقد مر قول النبي صلى الله عليه وآله: (واتقوا الله، وأجملوا في الطلب.)