بعده. ولم يرث الشيخان شيئا من ذلك.
وأما ما ذكره أهل المذاهب الأربعة فكثير:
منها ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده مرفوعا إلى زيد بن أبي أوفى قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله مسجده - وذكر قصة مؤاخاة رسول الله بين أصحابه - فقال علي يعني النبي: لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلى لنفسي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي. قال: وقال: ما أرث منك يا رسول الله؟ قال: ما ورث الأنبياء قبلي. [قال]: ما ورث الأنبياء قبلك؟
قال: كتاب الله وسنة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة، وأنت أخي ورفيقي، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله * (إخوانا على سرر متقابلين) * (1) المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض.
ورواه أيضا في مسنده مسند زيد بن أبي أوفى (2) قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أين فلان، أين فلان؟ فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث إليهم حتى توافوا عنده، فحمد الله وأثنى عليه وآخى بينهم. وذكر حديث المؤاخاة بينهم، فقال علي عليه السلام:
لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت