هامتها أم من لهازمها (1) قالوا: من هامتها العظمى، فقال: من أي هامتها العظمى أنتم؟ قالوا: من ذهل الأكبر، قال: أفمنكم عوف الذي يقال: لا حر بوادي عوف؟ قالوا: لا، قال: أفمنكم بسطام ذو اللواء ومنتهى الأحياء؟
قالوا: لا، قال: أفمنكم جساس حامي الذمار ومانع الجار؟ قالوا: لا، قال:
أفمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها؟ فقالوا: لا، قال: أفمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة؟ قالوا: لا، قال: أفأنتم أخوال الملوك من كندة؟ قالوا: لا، قال: فلستم اذن ذهلا الأكبر، أنتم ذهل الأصغر.
فقام إليه غلام قد بقل وجهه (2) اسمه دغفل فقال: يا هذا انك قد سألتنا فأجبناك ولم نكتمك شيئا، فممن الرجل؟ قال: من قريش، قال: بخ بخ أهل الشرف والرياسة، فمن أي قريش أنت؟ قال: من تيم بن مرة قال:
أمكنت والله الرامي من صفاء الثغرة، أفمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر فكان يدعى مجمعا؟ قال: لا، قال: أفمنكم هاشم الذي هشم لقومه الثريد " ورجال مكة مسنتون عجاف "؟ قال: لا، قال: أفمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء الذي كان في وجهه " قمر يضئ ظلام ليل داج " قال: لا، قال: أفمن المفيضين بالناس أنت؟ قال: لا، قال: أفمن أهل الندوة أنت؟ قال: لا، قال: أفمن أهل الرفادة أنت؟ قال: لا، قال: أفمن أهل الحجابة أنت؟ قال: لا، قال: أفمن أهل السقاية؟ قال أبو بكر: لا ثم اجتذب زمام ناقته هاربا من الغلام راجعا إلى رسول الله، فقال دغفل:
" صادف درء السيل درء يصدعه " أما والله لو ثبت لأخبرتك أنك من