الله (صلى الله عليه وآله) يستغفر له أياما لا يخرج من بيته " (1).
وكذلك قال اليعقوبي: وتوفيت خديجة بنت خويلد في شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث سنين، ولها خمس وستون سنة. ودخل عليها رسول الله وهي تجود بنفسها فقال: بالكره مني ما أرى، ولعل الله أن يجعل في الكره خيرا كثيرا، إذا لقيت ضراتك في الجنة - يا خديجة - فأقرئيهن السلام.
قالت: ومن هن يا رسول الله؟ قال: ان الله زوجنيك في الجنة، وزوجني مريم بنت عمران، وآسيا بنت مزاحم، وكلثوم أخت موسى.
ولما توفيت خديجة جعلت فاطمة تتعلق برسول الله وهي تبكي وتقول: أين أمي؟ أين أمي؟ فنزل جبرئيل فقال: قل لفاطمة: ان الله تعالى بنى لامك بيتا في الجنة من قصب، لا نصب فيه ولا صخب.
وتوفي أبو طالب بعد خديجة بثلاثة أيام، وله ست وثمانون سنة، وقيل: تسعون سنة. ولما قيل لرسول الله: ان أبا طالب قد مات! عظم ذلك في قلبه واشتد له جزعه، ثم دخل عليه فمسح جبينه الأيمن أربع مرات، وجبينه الأيسر ثلاث مرات، ثم قال: يا عم ربيت صغيرا وكفلت يتيما ونصرت كبيرا، فجزاك الله عني خيرا.
ومشى بين يدي سريره وجعل يعرض له ويقول: وصلتك رحم وجزيت خيرا.
وقال: اجتمعت على هذه الأمة في هذه الأيام مصيبتان لا أدري بأيهما أنا أشد جزعا. يعني مصيبة خديجة وأبي طالب.
وروي عنه أنه قال: ان الله عز وجل وعدني في أربعة: في أبي وأمي