تركته لقى فقال: لأسرع ما وجدنا فقدك يا عم، وصلتك رحم، وجزيت خيرا يا عم. ثم ماتت خديجة بعد أبي طالب بشهر، واجتمع بذلك على رسول الله حزنان حتى عرف ذلك فيه (1).
وقال الشيخ الطبرسي في " إعلام الورى ": خرج النبي ورهطه من الشعب وخالطوا الناس، ومات أبو طالب بعد ذلك بشهرين، وماتت خديجة بعد ذلك، وورد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمران عظيمان وجزع جزعا شديدا، ودخل على أبي طالب وهو يجود بنفسه وقال: يا عم ربيت صغيرا ونصرت كبيرا وكفلت يتيما، فجزاك الله عني خير الجزاء (2) ونقله تلميذه القطب الراوندي في " قصص الأنبياء " بلا اسناد عنه (3).
وقال الراوندي في وفاة أبي طالب: توفي أبو طالب عم النبي وله (صلى الله عليه وآله) ست وأربعون سنة وثمانية أشهر وأربعون يوما. ثم قال: والصحيح أن أبا طالب توفي في آخر السنة العاشرة من مبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله). ثم توفيت خديجة بعد أبي طالب بثلاثة أيام، فسمى رسول الله ذلك العام:
عام الحزن (4).
وتبعهما ابن شهرآشوب في أن أبا طالب توفي بعد خروجه من الشعب بشهرين، وأضاف تعيين السنة فقال: بعد النبوة بتسع سنين وثمانية أشهر. ثم قال: فلما توفي أبو طالب خرج النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الطائف وأقام فيه