أتذهب بالطعام إلى بني هاشم؟ والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك بمكة! فجاء أبو البختري بن هشام فقال له: مالك وله؟ فقال: يحمل الطعام إلى بني هاشم! فقال له أبو البختري: طعام كان لعمته عنده فبعثت إليه فيه، أفتمنعه أن يأتيها بطعامها! خل سبيل الرجل، فأبى أبو جهل حتى نال أحدهما من صاحبه، فأخذ أبو البختري لحي بعير فضربه به فشجه ووطأه وطأ شديدا.
قال: وكان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة فدعا عليه رسول الله فشل بعض أصابعه (1) وقال اليعقوبي: فشلت يده. كما بالغ في عدد المتعاقدين المتعاهدين على الصحيفة فقال: وختموا على الصحيفة بثمانين خاتما (2) بينما قال الطبرسي: وختموا الصحيفة بأربعين خاتما ختمها كل رجل من رؤساء قريش بخاتمه وعلقوها في الكعبة (3) ولا أرى رؤساء قريش يزيدون عن أربعين رجلا في مكة.
وقال اليعقوبي في تأريخ الحصار ومدته: ثم حصرت قريش رسول الله وأهل بيته من بني هاشم وبني المطلب في الشعب الذي يقال له: شعب بني هاشم، بعد ست سنين من مبعثه. فأقام - ومعه جميع بني هاشم وبني المطلب - في الشعب ثلاث سنين. حتى أنفق رسول الله ماله، وأنفق أبو طالب ماله، وأنفقت خديجة مالها، وصاروا إلى حد الضر والفاقة (4) بينما قلل