وقال القمي في تفسيره: فلما اجتمعت قريش على قتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكتبوا الصحيفة القاطعة جمع أبو طالب بني هاشم وحلف لهم بالبيت والركن والمقام والمشاعر في الكعبة: لئن شاكت محمدا شوكة لأثبن عليكم، أو لآتين عليكم! وأدخله " الشعب " وكان يحرسه بالليل والنهار قائما على رأسه بالسيف أربع سنين (1).
وقال الطبرسي: وكان يحرسه بالليل والنهار: فإذا جاء الليل قام بالسيف عليه ورسول الله مضطجع، ثم يقيمه ويضجعه في موضع آخر، فلا يزال الليل كله هكذا. ووكل به ولده وولد أخيه (؟) يحرسونه بالنهار.
وكان أبو جهل، والعاص بن وائل السهمي، والنضر بن الحارث بن كلدة، وعقبة بن أبي معيط يخرجون إلى الطرقات التي تدخل مكة، فمن رأوا معه ميرة نهوه أن يبيع بني هاشم شيئا، ويحذرونه إن باع شيئا أن ينهبوا ماله.
فكان من يدخل من العرب مكة لا يجسر أن يبيع بني هاشم شيئا، ومن دخلها وباعهم شيئا انتهبوا ماله. وكانت خديجة لها مال كثير فأنفقته على رسول الله في الشعب.
وبقوا في الشعب أربع سنين لا يأمنون إلا في الموسم، ولا يشترون ولا يبايعون الا في الموسم، وكان يقوم بمكة في كل سنة موسمان: موسم العمرة في رجب، وموسم الحج في ذي الحجة، فكان إذا جاء الموسم خرج بنو هشام من الشعب فيشترون ويبيعون، ثم لا يجسر أحد منهم أن يخرج، إلى الموسم الثاني: فأصابهم الجهد بذلك.