وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخرج في كل موسم ويدور على قبائل العرب فيقول لهم: تمنعون جانبي حتى أتلو عليكم كتاب الله ربي، وثوابكم على الله الجنة؟ وأبو لهب في أثره يقول: لا تقبلوا منه فإنه ابن أخي وهو ساحر كذاب.
وكان أبو العاص بن الربيع - وهو ختن رسول الله على ابنته زينب - يجئ بالعير بالليل عليها البر والتمر إلى باب الشعب ثم يصيح بها فتدخل الشعب. ولذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لقد صاهرنا أبو العاص فأحمد صهرنا، لقد كان يعمد إلى العير - ونحن في الحصار - فيرسلها في الشعب ليلا ".
إيمان أبي طالب (رضي الله عنه):
وبعثت قريش إلى أبي طالب: ادفع إلينا محمدا لنقتله ونملكك علينا!
فقال أبو طالب قصيدته الطويلة التي يقول فيها:
ألم تعلموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعنى بقول الأباطل وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى، عصمة للأرامل يطوف به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل كذبتم - وبيت الله - نبزي محمدا * ولما نطاعن دونه ونناضل ونسلمه، حتى نصرع دونه * ونذهل عن أبنائنا والحلائل لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد * وأحببته حب الحبيب المواصل وجدت بنفسي دونه وحميته * ودافعت عنه بالذرا والكلاكل فلا زال في الدنيا جمالا لأهلها * وشينا لمن عادى، وزين المحافل حليما رشيدا حازما غير طائش * يوالي اله الحق ليس بما حل فأيده رب العباد بنصره * وأظهر دينا حقه غير باطل