النيل (كذا).
فقال أصحاب رسول الله: من رجل يخرج حتى يحضر الوقيعة ثم يأتينا بالخبر؟ فقال الزبير بن العوام - وكان من أحدث القوم سنا - أنا، قالوا: فأنت، فنفخوا له قربة فجعلها في صدره ثم سبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها ملتقى القوم، ثم انطلق حتى حضرهم. فوالله انا لعلى ذلك، متوقعون لما هو كائن، إذ طلع الزبير وهو يسعى فلمع بثوبه وهو يقول: ألا أبشروا، فقد ظفر النجاشي وأهلك الله عدوه ومكن له في بلاده...
ورجع النجاشي وقد أهلك الله عدوه ومكن له في بلاده واستوسق عليه أمر الحبشة. فكنا عنده في خير منزل حتى قدمنا على رسول الله وهو بمكة (1).
روى ابن إسحاق هذا الخبر عن ابن شهاب الزهري عن أم سلمة بواسطة قريبها أبي بكر بن عبد الرحمن المخزومي، ثم قال ابن إسحاق: قال الزهري: فحدثت عروة بن الزبير حديث أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة (2) وغاية ما يفيده هذا الخبر تقرير عروة بن الزبير لخبر أم سلمة عن الزبير، ولم يرد الحديث بذلك عن هجرة الحبشة عن الزبير نفسه ولا بواسطة أحد أبنائه ولا سيما عروة المحدث المؤرخ! وبعد هذا حدث ابن إسحاق بحديث الإمام الصادق (عليه السلام) عن خروج الحبشة على النجاشي، وغاية ما فيه: أنهم خرجوا عليه فأرسل إلى جعفر وأصحابه قال: فان