وروى ابن إسحاق بسنده عن زوج رسول الله أم سلمة هند ابنة أبي أمية بن المغيرة المخزومي أنها قالت: لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها النجاشي خير جار: أمنا على ديننا وعبدنا الله تعالى لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه.
فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا بينهم أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين منهم جلدين، وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة، وكان من أعجب ما يأتيه منها الأدم، فجمعوا له أدما كثيرا، فلم يتركوا من بطارقته بطريقا الا أهدوا له هدية. وبعثوا بذلك عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص، وأمروهما بأمرهم فقالوا لهما: ادفعا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلما النجاشي فيهم، ثم قدما إلى النجاشي هداياه، ثم سلاه أن يسلمهم إليكما قبل أن يكلمهم.