إذا مل قال لها مستهزئا!: إني أعتذر إليك! إني لم أتركك الا ملالة، فتقول له: كذلك فعل الله بك! فابتاعها أبو بكر فأعتقها.
واعتق النهدية وبنتها، وأم عبيس وزنيرة، وأصيب بصرها حين أعتقها، فقالت قريش: ما أذهب بصرها الا اللات والعزى، فقالت: كذبوا وبيت الله ما تضر اللات والعزى وما تنفعان، فرد الله بصرها.
وأعتق عامر بن فهيرة وشهد بدرا واحدا وقتل شهيدا يوم بئر معونة.
ومر ببلال بن رباح، وكان أمية بن خلف الجمحي يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ويقول له: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى! فيقول وهو في ذلك البلاء: أحد أحد. وكان دار أبي بكر في بني جمح، فمر به وهم يصنعون به ذلك، فقال لامية بن خلف: ألا تتقي الله في هذا المسكين؟ حتى متى! قال: أنت الذي أفسدته فأنقذه مما ترى. فقال أبو بكر: أفعل، عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى، على دينك، أعطيكه به. قال: قد قبلت. فقال: هو لك. فأعطاه أبو بكر عنه غلامه وأخذه فأعتقه (1).