التي عقد فيها ووصف، ما لو عاينه معاين لغفل عن بعض ذلك (1).
ولعله أخذ القول باليهودية مما اختصره ابن جزي الكلبي في " التسهيل " قال: قيل: ان بنات " لبيد " كن ساحرات، فهن - وأبوهن - سحرن رسول الله وعقدن له إحدى عشرة عقدة، فأنزل الله المعوذتين:
إحدى عشرة آية بعدد العقد، وشفى الله رسوله (2).
وشاء الراوي - في خبر آخر - أن يحذف اسمه ويكتفي بوصفه باليهودية فقال: سحر النبي يهودي فاشتكى، فأتاه جبرئيل بالمعوذتين وقال: ان رجلا من اليهود سحرك، والسحر في بئر فلان. فأرسل عليا (عليه السلام) فجاء به، فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية، فجعل يقرأ ويحل حتى قام النبي كأنما نشط من عقال (3).
وأخرج مفصله البيهقي في " دلائل النبوة " عن طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن عائشة قالت: كان لرسول الله غلام يهودي يخدمه يقال له: لبيد بن أعصم، فلم تزل به اليهود حتى سحر النبي، فكان يذوب (أو: يدور) ولا يدري ما وجعه. فبينا رسول الله ذات ليلة نائم إذ أتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال الأول للثاني: ما وجعه؟ قال: مطبوب (أي مسحور) قال: من طبه؟ قال: لبيد ابن أعصم؟ قال: بم طبه؟ قال: بمشط ومشاطة وجف طلعة نخل ذكر بذي أروان (بئر) وهي تحت راعوفة البئر (الصخرة على فم البئر).