لموضع أبي طالب (1).
فالخطاب لقريش عامة وللعرب بالأعم، والمقام الذي اختاره لخطابه العام هذا هو حجر إسماعيل حول البيت في مطاف المسجد الحرام أي أجمع مجامع الحج وأشرف مواقفه فكان كما روى ابن هشام عن ابن إسحاق:
وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فانتشر ذكره في بلاد العرب كلها (2).
وهذا هو ما كان يحذره أولئك المستهزئون المهددون لمنعه عن الإعلان بدعوته في ذلك الموسم العام.
ولكن هل كان هذا هو البيان الأول العام لدعوته العلنية العامة؟
أما اليعقوبي فيقول: وأقام رسول الله بمكة ثلاث سنين... يدعو إلى توحيد الله عز وجل وعبادته، والاقرار بنبوته ويكتم أمره... حتى قالت قريش: ان فتى ابن عبد المطلب ليكلم من السماء... ثم أمره الله أن يصدع بما أرسله به فأظهر أمره وقام " بالأبطح " فقال:
" اني رسول الله، أدعوكم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر، ولا تخلق ولا ترزق، ولا تحيي ولا تميت " فاستهزأت به قريش وآذته.
وكان المؤذون له جماعة منهم: أبو لهب، والحكم بن أبي العاص، وعقبة بن أبي معيط، وعدي بن حمراء الثقفي، وعمرو بن الطلاطلة الخزاعي.