بسند البيهقي عن عفيف الكندي قال:
كنت امرأ تاجرا، فقدمت منى أيام الحج، وكان العباس بن عبد المطلب امرأ تاجرا، فأتيته أبتاع منه وأبيعه. فبينا نحن كذلك إذ خرج رجل من خباء، وأخذ يصلي تجاه الكعبة، ثم خرجت امرأة فقامت تصلي معه بصلاته، وخرج غلام وأخذ يصلي معه بصلاته. فقلت: يا عباس، ما هذا الدين؟ فقال: هذا محمد بن عبد الله يزعم أن الله أرسله، وأن كنوز كسرى وقيصر ستفتح عليه، وهذه امرأته خديجة بنت خويلد، آمنت به، وهذا الغلام ابن عمه علي بن أبي طالب آمن به، قال عفيف: فليتني كنت آمنت به يومئذ فكنت أكون ثانيا تابعه (1).
وروى الخبر هذا ابن شهرآشوب في " المناقب " عن كتاب " المبعث " لابن إسحاق، و " تأريخ الطبري " بثلاثة طرق، و " الإبانة " للعكبري، بأربعة طرق، و " تأريخ النسوي "، والماوردي، ومسند أبي يعلى ويحيى بن معين، وتفسير الثعلبي وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل (2) بأسانيدهم عن عفيف الكندي وأنه أخو الأشعث بن قيس الكندي (3) وأن العباس قال له: ان ابن أخي هذا حدثني: أن ربه رب السماوات والأرض أمر بهذا الدين، ثم قال:
والله ما على ظهر الأرض على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.
وعن ابن إسحاق عن عفيف قال: فلما خرجت من مكة إذا أنا