الاحتياط في تلقي ما جاء فيه بالقبول، باشتراط مطابقته أو موافقته لسائر الآثار الصحيحة، ولا أقل من عدم مخالفته لها، ولا يقتضي عدم الاعتماد عليه اطلاقا (1).
وليس لنا في كيفية البعثة غير هذا الخبر المنفرد كما ترى - من تفسير الإمام - سوى نص علي بن إبراهيم القمي، فيما إذا تلقيناه كالنص عند إعواز النصوص.
قال: " وكان بين الجبال يرعى غنما لأبي طالب، فنظر إلى شخص، يقول له: يا رسول الله! فقال له: من أنت؟ قال: جبرئيل، أرسلني الله إليك ليتخذك رسولا... ونزل جبرئيل وأنزل عليه ماء من السماء وقال: يا محمد! قم وتوضأ للصلاة. وعلمه جبرئيل الوضوء وغسل الوجه واليدين من المرفق، ومسح الرأس والرجلين إلى الكعبين، وعلمه السجود والركوع.
فلما تم له (صلى الله عليه وآله) أربعون سنة أمره بالصلاة وعلمه حدودها، ولم ينزل عليه أوقاتها، فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلي ركعتين ركعتين في كل وقت.
وكان علي بن أبي طالب يألفه ويكون معه في مجيئه وذهابه ولا يفارقه، فدخل علي (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يصلي، فلما نظر إليه يصلي قال: يا أبا القاسم! ما هذه؟ قال: الصلاة التي أمرني الله بها.
فدعاه إلى الإسلام، فأسلم وصلى معه. وأسلمت خديجة. فكان لا يصلي الا رسول الله وعلي وخديجة.
فلما أتى لذلك أيام دخل أبو طالب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه جعفر، فنظر إلى رسول الله وعلي (عليهما السلام) بجنبه يصليان، فقال لجعفر: يا جعفر صل