عصر الرسول نفسه أو المعصومين من عترته (عليهم السلام)، بل حتى بعد عصر الغيبة الصغرى وفي بدايات الغيبة الكبرى، فقد طرح هذا السؤال نفسه ضمن مسائل علم الأصول، واليك نماذج من ذلك:
السيد المرتضى علم الهدى (رضي الله عنه) يقول في كتابه " الذريعة إلى أصول الشريعة ": " قد استقصينا هذا الكلام وفرغناه في كتاب " الذخيرة " (1) ويقرره كذلك في " الذريعة " فيقول: " هل كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعبدا بشرائع من تقدمه من الأنبياء (عليهم السلام)؟ في هذا الباب مسألتان: إحداهما: قبل النبوة، والأخرى: بعدها. وفي المسألة الأولى ثلاثة مذاهب: أحدها:
أ نه (صلى الله عليه وآله) ما كان متعبدا قطعا. والآخر: أ نه كان متعبدا قطعا. والثالث:
التوقف. وهذا هو الصحيح. والذي يدل عليه: أن العبادة بالشرائع تابعة لما يعلمه الله تعالى من المصلحة بها في التكليف العقلي، ولا يمتنع أن يعلم الله تعالى أن لا مصلحة للنبي قبل نبوته في العبادة بشئ من الشرائع، كما أ نه غير ممتنع أن يعلم أن له في ذلك مصلحة، وإذا كان كل واحد من الأمرين جائزا، ولا دلالة توجب القطع على أحدهما، وجب التوقف.
وليس يقتضي علمه (صلى الله عليه وآله) بأن غيره نبي أن يتعبد بشريعته، بل لابد من أمر زائد على هذا العلم. ولو ثبت أ نه حج أو اعتمر قبل نبوته لقطع به على أ نه كان متعبدا، وبالتظني لا يثبت مثل ذلك. ولم يثبت أ نه تولى