الصادقة، والثانية: ما رواه الشعبي، وداود بن عامر (1): أن الله قرن جبرئيل بنبوة نبيه ثلاث سنين يسمع حسه ولا يرى شخصه، ويعلمه الشئ بعد الشئ، ولا ينزل عليه القرآن. فكان في هذه المدة مبشرا غير مبعوث إلى الأمة ".
ويقصد بما رواه الشعبي: ما رواه ابن سعد في " الطبقات " عن الواقدي بسنده عنه قال: قرن إسرافيل بنبوة رسول الله ثلاث سنين، يسمع حسه ولا يرى شخصه، ثم كان بعد ذلك جبرئيل (عليه السلام) (2).
ويقصد بما رواه داود عن عامر الشعبي أيضا: ما رواه عنه الطبري أيضا قال: أنزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة، فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين، فكان يعلمه الكلمة والشئ، ولم ينزل القرآن على لسانه. فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبرئيل (عليه السلام). فنزل القرآن على لسانه عشر سنين بمكة، وعشر سنين بالمدينة (3).
وقال الطبري بعد هذا: فلعل الذين قالوا: كان مقامه بمكة بعد الوحي عشرا، عدوا مقامه بها من حين أتاه جبرئيل بالوحي من الله عز وجل، وأظهر الدعاء إلى التوحيد وعد الذين قالوا: كان مقامه ثلاث عشرة سنة، من أول الوقت الذي استنبئ فيه، وكان المقرون به إسرافيل، وهي السنون الثلاث التي لم يكن أمر فيها بإظهار الدعوة (4).