" إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما ترك التجارة إلى الشام، وتصدق بكل ما رزقه الله تعالى من تلك التجارات، كان يغدو كل يوم إلى حراء يصعده وينظر من قلله إلى آثار رحمة الله، والى أنواع عجائب رحمته وبدائع حكمته، وينظر إلى أكناف السماء وأقطار الأرض والبحار والمفاوز والفيافي، فيعتبر بتلك الآثار، ويتذكر بتلك الآيات، ويعبد الله حق عبادته " (1).
وقال القطب الراوندي في " قصص الأنبياء ": ذكر علي بن إبراهيم وهو من أجل رواة أصحابنا قال: " ان النبي (صلى الله عليه وآله) لما أتى له سبع وثلاثون سنة، كان يرى في نومه كأن آتيا أتاه فيقول: يا رسول الله! وكان بين الجبال يرعى غنما (لأبي طالب)، فنظر إلى شخص يقول له: يا رسول الله، فقال له: من أنت؟ قال: أنا جبرئيل، أرسلني الله إليك ليتخذك رسولا.
وكان رسول الله يكتم ذلك، فأنزل جبرئيل بماء من السماء فقال: يا محمد قم فتوضأ، فعلمه الوضوء على الوجه واليدين من المرفق، ومسح الرأس والرجلين إلى الكعبين وعلمه الركوع والسجود " (2).
ونقل ذلك ابن شهرآشوب في كتابه " المناقب " وقبل ذلك بدأ فصل المبعث ببيان درجات البعثة فقال: " ولبعثته درجات: أولها: الرؤيا