وخلقا وعقلا... وعليه فما يذكر عنه مما يتنافى مع التسديد وفقا لشرع الله، لا أساس له من الصحة... كالخبر عن استلامه الأصنام! ذلك ما نقله القاضي عياض في كتابه " الشفا في أحوال المصطفى " ثم نقل عن أحمد بن حنبل: أ نه حديث موضوع (1).
مع أن المؤرخين - ومنهم المسعودي - عدوا عددا من العرب الجاهليين لم يشاركوا الجاهلية في شركها، كقس بن ساعدة الإيادي، وأمية بن أبي الصلت الثقفي، وزيد بن عمرو بن نفيل العدوي، وأبيه عمرو بن نفيل أخي الخطاب بن نفيل أبي عمر بن الخطاب، وكان زيد يرغب عن عبادة الأصنام ويعيبها، فأولع به عمه الخطاب سفهاء مكة وسلطهم عليه فآذوه، فصار إلى الشام يبحث عن الدين فسمته النصارى ومات بالشام (2).
فعدوا ابنه سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرة بالجنة (3) وعدوه من الحنفاء حتى أ نهم رووا: أن زيدا مر على النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يأكل مع سفيان ابن الحرث من سفرة قدمت لهما فيها شاة ذبحت لغير الله تعالى، فدعواه إلى الطعام فرفض زيد وقال: أنا لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل الا ما ذكر اسم الله عليه! فمنذ ذلك اليوم لم ير النبي يأكل مما ذبح على النصب حتى بعث! (4).