بين يديه بالحراب، فركب في بعض الأيام من باب قصره المعروف بغمدان بمدينة صنعاء، فلما صار إلى رحبتها عطفت عليه الحراب من الحبشة فقتلوه بحرابهم. وكان ملكه أربع سنين، وهو آخر ملوك اليمن من قحطان، فعدد ملوكهم سبعة وثلاثون ملكا.
ولما قتلت الحبشة معديكرب في الرحبة بحرابهم، كان بصنعاء خليفة لوهرز في جماعة من العجم، ممن كان ضمهم وهرز إلى معديكرب، فركب وأتى على من كان هنالك من الحبشة وضبط البلد. وكتب بذلك إلى وهرز وهو بباب أنوشيروان الملك (1) وذلك بمدائن طيسفون من أرض العراق، فاعلم وهرز الملك بذلك، فسيره في البر في أربعة آلاف من الأساورة وأمره ان لا يبقي على أحد من بقايا الحبشة ولا على جعد قطط الشعر (2) شرك السودان في نسبه. فأتى وهرز اليمن حتى نزل في صنعاء فلم يترك بها أحدا من السودان الا قتلهم. وملك أنوشيروان وهرز على اليمن إلى أن هلك بصنعاء (3).
وعن الكلبي: انه لما بلغ أنوشيروان موت وهرز بعث إلى اليمن استوارا يدعى " وين " وكان جبارا مسرفا، وكان ذلك في آخر ملك أنوشيروان، فلما مات أنوشيروان وخلفه ابنه هرمز عزل " وين " واستعمل