منهم دليلا، فبعثوا معه دليلا من هذيل يقال له: نفيل فخرج بهم يهديهم، حتى إذا كانوا بالمغمس - وهو على ستة أميال من مكة - نزلوا وبعثوا مقدمتهم إلى مكة.
فقالت قريش: لا طاقة لنا اليوم بقتال هؤلاء القوم، وخرجوا إلى رؤوس الجبال، ولم يبق بمكة غير عبد المطلب بن هاشم، وأخذ بعضادتي الباب يقول:
لا هم ان المرء يمنع رحله فامنع حلالك (1) * لا يغلبوا بصليبهم ومحالهم عدوا محالك (2) أن يدخلوا البيت الحرام إذا فأمر ما بدا لك (3) وروى الشيخ المفيد في (الأمالي) بسنده عن الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن جده قال: لما قصد أبرهة بن الصباح ملك الحبشة مكة لهدم البيت تسرعت الحبشة فأغاروا عليها وأخذوا سرحا لعبد المطلب بن هاشم، فجاء عبد المطلب إلى الملك فاستأذن عليه فأذن له، وهو في قبة ديباج على سرير له، فسلم عليه فرد أبرهة السلام وجعل ينظر في وجهه فراقه حسنه وجماله وهيئته، فقال له: هل كان في آبائك هذا النور والجمال الذي أراه لك؟