وملك (بعده ابنه) المنذر بن الأسود (1).
ثم ملك بعده عمرو بن المنذر (2) قال اليعقوبي: وهو ابن هند، وكان يلقب بمضرط الحجارة (لشدته على العرب). وكان قد جعل الدهر يومين:
يوما يصيد فيه ويوما يشرب، فإذا جلس لشربه أخذ الناس بالوقوف على بابه حتى يرتفع مجلس شرابه.. فلم يزل طرفة بن العبد يهجوه ويهجو أخاه قابوسا ويذكرهما بالقبيح ويشبب بأخت عمرو ويذكرها بالعظيم.. ويساعده على هجائه المتلمس. فقال لهما عمرو: قد طال ثواكما، ولا مال قبلي، ولكن قد كتبت لكما إلى عاملي بالبحرين يدفع لكل واحد منكما مائة ألف درهم!
فأخذ كل واحد منهما صحيفة. واستراب المتلمس بأمره، فلما صارا عند نهر الحيرة لقيا غلاما عباديا (3) فقال له المتلمس: أتحسن أن تقرأ؟