ولحق بجبلي طئ، وهو مصاهرهم على سعدى بنت حارثة منهم، فسأل طيئا أن يمنعوه من كسرى فقالوا: لا قوة لنا به! فانصرف عنهم.
وجعلت العرب تمتنع من قبوله. حتى نزل في بطن ذي قار في بني شيبان، فلقي هانئ بن مسعود الشيباني، فدفع إليه سلاحه وأودعه بنته وحرمته ومضى إلى كسرى فنزل ببابه، فأمر به فقيد، ثم وجه به إلى " خانقين " وطرح تحت الفيلة فداسته حتى قتلته فقرب للأسود فأكلته!.
ووجه كسرى إلى هانئ بن مسعود: أن ابعث إلي مال عبدي الذي عندك وسلاحه وبناته! (1) قال: وكان النعمان أودعه ابنته وأربعة آلاف درع. فأبى هانئ وقومه أن يفعلوا، فوجه كسرى بالجيوش من العرب والعجم، فالتقوا بذي قار، فأتاهم حنظلة بن ثعلبة العجلي فقلدوه أمرهم قالوا لهانئ: ذمتك ذمتنا ولا نخفر ذمتنا! فحاربوا الفرس، فهزموهم ومن معهم من العرب، فكان أول يوم انتصرت فيه العرب من العجم (2).
فيروى عن رسول الله أنه قال: هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم، وبي نصروا (3).