درسه جماعة كثيرة من الفضلاء آه وعن تلميذه الفاضل الآميرزا عبد الله الأصبهاني في كتابه رياض العلماء انهم بلغوا ألف نفس قال وحج بيت الله الحرام وزار أئمة العراق مكررا وكان يباشر أمور معاشه وحوائج دنياه بغاية الضبط ومع ذلك بلغت مؤلفاته ما بلغت وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء قال وبلغ في الفصاحة وحسن التعبير الدرجة القصوى ولم يفته في تلك التراجم الكثيرة شئ من دقائق نكات الألفاظ العربية وبلغ من ترويجه الدين ان عبد العزيز الدهلوي صاحب التحفة الاثني عشرية في الرد على الامامية صرح بأنه لو سمي دين الشيعة بدين المجلسي لكان في محله لأن رونقه منه ولم يكن له عظم قبله انتهى قال صاحب كتاب دار السلام بعد نقل هذا الكلام: ولا يخفى ان آية الله العلامة وان كثرت تصانيفه بل ربما ترجح على تصانيف العلامة المجلسي من جهة ان أغلبها مطالب نظرية ومسائل فكرية تحتاج إلى زمان أزيد من زمان جمع المتشتتات وان كان عندي فيه نظر يعرف ذلك من عثر على شروح المجلسي وبياناته وتحقيقاته حتى لا تكاد تجد آية ولا خبرا في الأصول والفروع وغيرها الا وله فيه بيان وتوضيح سوى ما اختص بالتحقيق والتهذيب الا ان كتب العلامة لم يشتهر منها الا بعض كتبه الفقهية وبعض مقدماتها المختص انتفاعها بالعلماء ولقد حدثني شيخنا الشيخ عبد الحسين الطهراني عمن حدثه عن بحر العلوم انه كان يتمنى ان تكون جميع تصانيفه في ديوان اعمال المجلسي ويكون واحد من كتبه الفارسية التي هي ترجمة متون الاخبار الشائعة كالقرآن المجيد في جميع الأقطار في ديوان عمله انتهى.
يقول المؤلف: فضل المجلسي لا ينكر وتصانيفه الكثيرة التي انتفع بها الناس لا تقدر لكن لا يخفى ان مؤلفاته تحتاج إلى زيادة تهذيب وترتيب وقد حوت الغث والسمين وبياناته وتوضيحاته وتفسيره للأحاديث وغيرها كثير منه كان على وجه الاستعجال الموجب قلة الفائدة والوقوع في الاشتباه وكلمات القوم في حق المجلسي مشوبة بنوع من العصبية مع ما للرجل من فضل لا ينكر والاستشهاد بكلام الدهلوي الذي قاله في مقام تنقيص مذهب الشيعة وانكار ما لعلمائهم السالفين من فضل غريب والمنصف يعلم ان الذين شيدوا مذهب الشيعة ووطدوا بنيانه وتعلمت منهم الشيعة طرق الاحتجاج وإقامة البراهين بعد عصر الأئمة الطاهرين ع من العلماء ثلاثة: المفيد والمرتضى والعلامة الحلي مع ما للجم الغفير من علماء الشيعة في كل عصر وزمان من الأيادي البيضاء في نصرة الحق وتشييد مذهب أهل البيت ع. وفي إجازة السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري: سمعت والدي عن جدي رحمة الله عليهما انه لما تأهب المولى محمد باقر المجلسي لتأليف كتاب بحار الأنوار وكان يفحص عن الكتب القديمة ويسعى في تحصيلها بلغه ان كتاب مدينة العلم للصدوق يوجد في بلاد اليمن فأنهى ذلك إلى سلطان العصر فوجه السلطان أميرا من أركان الدولة سفيرا إلى ملك اليمن بهدايا وتحف كثيرة لتحصيل ذلك الكتاب وانه كان قد أوقف السلطان بعض أملاكه الخاصة على كتاب البحار لتنسخ منه نسخ وتوقف على الطلبة ومن هنا قيل العلماء أبناء الملوك ثم استشهد بقول القائل:
أتى الزمان بنوه في شبيبته * فسرهم وأتيناه على هرم ثم قال:
فهم على كل حال أدركوا هرما * ونحن جئناه بعد الموت والعدم مؤلفاته أشهرها وأكبرها بحار الأنوار 25 مجلدا كبار كل مجلد منها يبلغ عشرات المجلدات الصغار والمتوسطة وهو على ما فيه دائرة معارف شيعية لا مثيل لها أثبت فيه جل آثار الشيعة واخبارهم وعلومهم وقد طبع غير مرة في بلاد إيران 1 في العقل والجهل وفضل العلم وحجية الأخيار 2 في التوحيد وفيه كتابا توحيد المفضل والإهليلجة المنسوبين إلى الإمام الصادق ع وشرحهما 3 في العدل والمعاد 4 في الاحتجاجات 5 في أحوال الأنبياء من آدم إلى نبينا ص 6 في أحوال خاتم الأنبياء ص من ولادته إلى وفاته 7 في الإمامة وفيه شرائط الامام وفضائل الأئمة وما ورد فيهم من الآيات عموما بيت 8 في الفتن الحادثة بعد وفاة الرسول ص وفيه غزوات أمير المؤمنين ع وكتبه 9 في أحوال أمير المؤمنين ع من ولادته وفضائله ومعجزاته ووفاته 10 في أحوال الزهراء والحسنين ع 11 في أحوال السجاد والباقر والصادق والكاظم ع 12 في أحوال الرضا والجواد والهادي والعسكري ع 13 في أحوال المهدي وما ورد في الرجعة 14 في السماء والمعالم وفيه الصيد والذبائح والأطعمة والأشربة واحكام الآنية من أبواب الفقه 15 في الايمان وصفات المؤمنين وفضائلهم والكفر والاخلاق الرذيلة 16 في الآداب والسنن والأوامر والنواهي والكبائر والعصيان 17 في المواعظ والحكم والخطب 18 في الطهارة والصلاة وفيه رسالة إزاحة العلة في معرفة القبلة لشاذان بن جبرئيل القمي ورسالتان في الجمعة للشهيد الثاني وأدعية الأسابيع وصلواتها وصلاة الشهور والحاجات 19 في فضائل القرآن واعجازه وآدابه وثواب تلاوة سوره وفيه تفسير النعماني 20 في الزكاة والصدقة والصوم والاعتكاف واعمال السنة 21 في الحج والعمرة وشطر من أحوال المدينة المنورة والجهاد والرباط والامر بالمعروف والنهي عن المنكر 22 في الزيارات 23 في احكام العقود والايقاعات 24 في الأحكام الشرعية 25 في الإجازات.
ومن الخامس عشر إلى الآخر غير الصلاة والمزار والإجازات لم يخرج من السواد إلى البياض في حياته ولما توفي وقعت مسوداتها في سهم بعض ورثته فاشتراها منه تلميذه الآميرزا عبد الله الأصفهاني صاحب رياض العلماء فرتبها وهذبها حسب قابليته فلما توفي اخذها من ورثته السيد نصر الله الحائري الشهيد ومنه شاعت تلك المجلدات.
وكتاب مرآة العقول في شرح اخبار آل الرسول ع شرح على الكافي عدا نصف كتاب الدعاء وكتاب العشرة ونصف الصلاة وتمام الخمس والزكاة.
ملاذ الأخيار في شرح تهذيب الاخبار من اوله إلى الصوم ومن الطلاق إلى آخره شرح الأربعين حديثا الفوائد الطريفة في شرح الصحيفة إلى الدعاء الرابع الوجيزة في الرجال رسالة الاعتقاد ألفها في ليلة واحدة رسالة الأوزان وهي أول مصنفاته رسالة الشكوك المسائل الهندية المسائل المتفرقة على الكتب الأربعة وغيرها رسالة في الآذان وهذه كلها بالعربية. اما كتبه بالفارسية فهي: مشكاة الأنوار مختصر عين الحياة. حق اليقين وهو آخر تصانيفه. حلية المتقين. حياة القلوب ثلاث مجلدات. تحفة الزائر جلاء العيون. مقباس المصابيح. ربيع الأسابيع. زاد المعاد. رسالة في الديات. رسالة في الشكوك. رسالة في