الحائري في كتابه كنز الأديب في حقه على ما حكي: الشيخ العالم العلامة القدوة كان من كبار تلامذة بحر العلوم يروي عنه وعن غيره، صاحب مؤلفات جيدة ومصنفات مفيدة آه.
ولم نقف له الا على منظومة في المواريث وأخرى في الرضاع وثالثة في العدد ورابعة في تقدير دية القتل وخامسة في آداب الطعام والشراب المستفادة من الاخبار قال فيها:
ويستحب الغسل لليدين * قبلا وبعدا تغسل الثنتين فان فيه مع رفع الغمر * زيادة العمر ونفي الفقر وتسكين الميم من الغمر سهو منه وانما هو الغمر بالتحريك فان الغمر كالدسم وزنا ومعنى نص عليه اهل اللغة. وقد شرح المنظومات الثلاث الأولى ولده الشيخ عبد الحسين كما مر في ترجمته وقد وقع اشتباه من المؤرخين عند ذكر ترجمته وترجمة أولاده فبعض نسب أرجوزة الأب إلى ولده الشيخ عبد الحسين وشرحها إلى ولد الابن وأرجوزة الديات إلى الابن أيضا وبعض منظومة آداب الطعام والشراب إلى الشيخ محمد حسين ابن الشيخ محمد علي مع أنه لا يعرف له منظومة في ذلك. وله من قصيدة في الشيخ جعفر أو ولده الشيخ موسى:
وحق الهوى ما ملت عن سنن الهوى * وان قال لي الواشي حبيبك مائل ذكرت له أيام وصل صفا بها * لي العيش الا انهن قلائل أطاول فيها كل من طاب عيشه * ويحسدني فيهن من لا أطاول أصاخ إلى الواشي فأشغل قلبه * وكان ولم يشغله عني شاغل صبرت على أخلاقه غير خلة * يرى ان ما بي هين وهو قاتل فيا حبه كن لي اليه وسيلة * فرب بعيد قربته الوسائل ومنها:
إذا قست اهل العلم فيه وجدته * هو البحر والباقون منه جداول وكل له فضل ولكن تفاوتوا * ففي القوم مفضول وفي القوم فاضل وما كل مصقول الغرارين قاطع * ولا كل مفتول الذراعين باسل وطلب منه السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي تخميس أبيات للحلاج على طريقته الصوفية فقال:
أعضاي بالعالم السفلي موثقة * والروح بالملأ الأعلى معلقة بك اتصلت فما لي بالورى ثقة * كانت لنفسي أهواء مفرقة فاستجمعت مذ رأتك العين أهوائي وقد رقيت مقاما ليس يصعده * غيري ونالت يدي ما لم تنل يده فظل يجهدني من كنت أجهده * وصار يحسدني من كنت أحسده وصرت مولى الورى إذ صرت مولائي شاهدت ما غمضوا عنه عيونهم * من نور مولاي فاستبصرت دونهم وحيث خالفت في شاني شؤونهم * تركت للناس دنياهم ودينهم شغلا بذكرك يا ديني ودنيائي وله مخمسا هذين البيتين وقد اقترح ذلك عليه السيد حسين ابن السيد سلمان المزيدي:
حضر العتاب فكان زد جوابه * اطراقه للرأس عند عتابه شاء الجواب فخاف من حجابه * لو كان يقدر ان يبثك ما به لرأيت أحسن عاتب يتعتب ومهفهف كالبدر لولا نقصه * أو كالنهار إذا تجلى قرصه لما استبان على الزيارة حرصه * حجبوه عن بصري فمثل شخصه في القلب فهو محجب لا يحجب وله في أستاذه السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي:
لقد كنت في حالة لا يكاد * يعيد إلي الحياة المسيح تجس فؤادي يد الاختبار * لتعلم هل مت أو في روح وقد يعذر المتشكي المريض * بما ليس يعذر فيه الصحيح فعالجت دائي بمدح الكريم * فاذهب ما في منه المديح فكان الدواء وكان الغذاء * وكان الغبوق وكان الصبوح وكيف يقول امرؤ ما يقول * ولا يامن العي وهو الفصيح جمعت محاسن لو جمعت * إذا لم يسعها الفضاء الفسيح فخار كشمس الضحى واضح * وعن صفة الشمس يغني الوضوح أراح مجاريك ياس اللحاق * وذو الياس من همه مستريح وقال مؤرخا ولادة ولده السيد رضا:
بدا كوكب الاقبال في أفق السعد * وأشرق نادي قطب دائرة المجد بأكرم مولود لأكرم والد * يمت به أزكى فخار إلى الجد فان يسال الأحباب عن مولد الرضا * فقل أرخوه بالرضا هني المهدي وقال يمدحه معرضا بطلب التدريس والمباحثة:
يا رب ناد فيه مزدحم الملا * ما بين املاك وبين ملائك لمملك فيه الأنام ثلاثة * من تابع ناج وآخر هالك ومخلط حيران ليس بعارف * اي الفجاج بها نجاة السالك مولاي فأنعشهم بطلعتك التي * يجلو سناها كل ليل حالك وتدارك الأشياء غاب امامها * عنها رعاك الله من متدارك فهم من التعطيل في هم فمن * مبد عظيم الهم أو متماسك هم به اشترك الورى لكن لهم * نصف ونصف لي بغير مشارك قسما بما بيني وبين رقيقه * سلمان من رحم اتحاد المالك لأرى له في القلب من صفو * الهوى ما لست تاركه وليس بتاركي وقال يمدحه مؤرخا بناء الخان الذي امر ببنائه ما بين كربلا والمشهد الغروي:
سعد الألى شادوا بامر السيد * قصرا به نالوا السعادة في غد وغدا بحمد الله أحسن منزل * ما بين بقعة كربلا والمشهد قصر تطاولت القصور فطالها * بمحاسن في غيره لم توجد وكفاه فخرا انه ينمى إلى * ذي سؤدد قد فاق اهل السؤدد قد شيد الأركان منه ماجد * ما زال للطاعات خير مشيد السيد المهدي طال بقاؤه * وبقاء قيمه الموفق احمد فلقد توفق للقيام بامره * والله خير موفق ومؤيد قد أودع البنيان مع احكامه * حكما إليها ذو البصيرة يهتدي وكان بانيه لحسن صنيعه * قد صاغه من فضة أو عسجد هو منزل للسفر اضحى مقصدا * بين المنازل بغية المتقصد