وما انا والهوى لولا قدود * مهفهفة وارداف ثقال فكم صير بنى في الجو بيتا * فأسلمه إلى الشرك اغتيال أراه وباله طمع مبيد * وغاية صاحب الطمع الوبال نشدتك هل على الدنيا خليل * أخو ثقة يسد به الخلال كذبت إذ ادعيت له وجودا * ولكن هكذا ابدا يقال تأن على الأمور تنل مداها * فان البدر اوله هلال ومن جدت مطالبه فأكدت * ولكن آفة الطلب الملال ولا تؤيسك قارعة ألحت * وكيف وهذه الدنيا سجال أ لم تر كيف يتلو الليل ظل * كذاك لكل مقبلة زوال فان حاولت في الدنيا صديقا * فإنك لست تعرف ما المحال ورب سحابة ملئت بروقا * وما كل السحاب له انهمال يروم المرء بالحيل المرامي * وما يغني عن القدر احتيال دعي إبلي تشق الأرض شقا * فعز الشهب في الفلك انتقال فاما ان يبادرها نعيم * واما ان يفاجئها نكال تريدين الإقامة والتهاني * بأرض ما بها الا الصلال وكف أراع من خطب عقور * سليمان الزمان له عقال سرى بالخيل موقرة نضارا * ومن عدد الورى خيل ومال بيت نوائب الحدثان بتا * كريم لا تبتله حبال تعرض منه للاقران بحر * تموج به الأسنة والنصال ويسبح في غدير من دلاص * تحوم على مشارعه النبال ولولا طبه ما كاد يرقى * من الملوين جرحاه العضال ولا يألو لعمرك عن جميل * فتى بحر الجميل لديه آل لكل صفات اهل المجد فضل * وأفضلها السماحة والنزال يجدد كل آونة رسوما * من العلياء جد بها اختيال يسهل حزنها منه أياد * بخاتمهن تنطبع الجبال بواسم أنعم ومناخ فضل * وذروة حكمة لا تستطال منازل تنزل الآمال فيها * وأفنية تحط بها الرحال تسايره الروائح والغوادي * ليغشاهن منه الانتحال وتطلع من خلال قباه شمس * مطالعها الأبوة والجلال لنائله من الإكسير معنى له * بالشمس والقمر اتصال أقل صفته نسب نقي * وأخلاق مضاربها صقال أبا داود فزت بمأثرات * هي الأقمار والأيام هال لو استهديت أعناق الأعادي * لأهدوها إليك وهم عجال طعنت الطاعنين بطول باع * يقصر دونها الأسل الطوال حمدتك ثم ثبت لها وفروا * ولولا القبح ما حمد الجمال يريك الرأي صورة كل امر * وفي المرآة يرتسم المثال جررت فيالقا لو طاولتهم * أعالي كل شاهقة لطالوا خزنتهم فكانوا حيث تهوى * وخير خزائن الدول الرجال يجز بهم نواصي الخيل جزا * ويصفع للملوك بهم قذال وحسبك ان رأيك فلسفي * عليه فلاسف الدنيا عيال ضربنا منك بالقدح المعلى * فعزت ضربة وأجاد فال أنالتنا يداك من الأماني * أعاليها اللواتي لا تنال فرغت من المثالث والثواني * بقلب فيه للكرم اشتغال يمر الدهر حال بعد حال * وليس يحول من جدواك حال وله:
وأغن لو زج السماء بنظرة * مارت كواكبها كمور رمال قناص أسد الغاب الا انه * يرنو باحور من جفون غزال خاض الورى من شعره وجبينه * بحرين بحر هدى وبحر ضلال وله:
أنيخاها بمنعرج الغميم * فشم ملاعب الرشا الرخيم منازل سالمتني في رباها * أسرة ذلك الزمن القديم وما أنسى الغوير وان سقاني * نواح حمامه كاس الحميم ويطرب مسمعي نقرات ورق * تردد نوحها بدجى بهيم متى تصحو ليالينا وهلا * أفاق الدهر من سكر قديم يعنفني اللحاة بغير علم * وكم كلم أشد من الكلوم يحلي العين بعدكم بكاها * حلي المزن بالمطر العميم محب ما استقال ولا تصدى * لزجر الطير من رخم وبوم كأني يوم نشداني المغاني * سقيم يستغيث إلى سقيم وترفع لي على طور التجلي * سنا نار تبل صدى الكليم وتسنح لي القلائص قد تلاها * عتاق الطير تمرح بالشكيم ارشنا نبل أقواس التصابي * فما أخطأن أفئدة الهموم فمن ورق على ورق تغني * ومن طل على روض جميم وفي النادي الحرام لنا أحلت * يد الزمن الكريم دم الكروم ويوم فاختي الظل ينفي * ببرد نسيمه حر السموم أظلتنا مدامته بوشي * من الفتيان مصقول الأديم إذا غضبت شكوناها سريعا * إلى ابن المزن ذي الطبع الحليم لها في الكاس ان سكبت أريج * يضيع نوافج المسك الشميم أبت أرواحنا الا بقاء * وان وقع الفناء على الجسوم ولي قمر سماوي المعاني * تشكل للعيون بشكل ريم على عينيه عنوان المنايا * وفي خديه ترجمة النعيم ومن لي ان أكون له شهيدا * عسى يبكي على الجسم الرميم وما أنسى على خديه مسكا * تعلل منه أنفاس النسيم وأرقني على الآثار برق * ألح مكررا خبر الصريم الا يا برق كيف عهدت حيا * نزولا بين زمزم والحطيم وهل قبلت عني ثغر خشف * كان الريق منه رقى السليم أعد يا برق ذكر نجوم حي * رماني البين عنها بالرجوم ولم يترك من العشاق الا * بقايا من جسوم كالرسوم وهل لنزول ذاك الحي علم * بما عندي من النبأ العظيم وهم جاروا وما عدلوا وقالوا * لمن ظلموه ويحك من ظلوم وخذ خبر الرضاب ففيه شرح * لجالينوس في برء السقيم لقد كانت لنا تلك المغاني * نتاج اللهو في الزمن القديم تقاسمت الهوى نفسي فشطر * بذي سلم وشطر بالغميم أضعت الحزم الا في امتداحي * أبا داود ذا الحزم الجسيم وله:
هي حزوى ونشرها الفياح * كل قلب لذكرها يرتاح مرضت سلوتي وصح غرامي * بلحاظهن المراض الصحاح ليت شعري وللهوى عطفات * هل يباح الدنو أو لا يباح