فاستفاق النبي (1) صلى الله عليه وسلم فقال: أين الصبي؟ فقال أبو أسيد: أقلبناه يا رسول الله، قال ما اسمه؟ قال: فلان، قال: لا، ولكن اسمه المنذر، فسماه يومئذ المنذر. وذكره البخاري (2) في باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه ولم يقل: فأقلبوه، وقال: ولكن اسمه المنذر، لم يذكر لا.
وخرج أبو داود (3) من حديث بشير بن ميمون عن عمه عن أسامة ابن أخدري أن رجلا يقال له أصرم كان في النفر الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اسمك؟ قال [أنا] (4) أصرم، قال: بل أنت زرعة.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة، أخبرنا يزيد بن المقدام بن شريح عن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده هانئ بن شريح أنه ذكر أنه أول ما وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في قومه سمعهم وهو يكنون هاني أبا الحكم، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنه الله هو الحكم وإليه الحكم، فلم تكن أبا الحكم؟ فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شئ فحكمت بينهم رضى كلا الفريقين، قال: ما أحسن هذا، قال: فما لك من الولد؟ قال:
شريح بن هاني وعبد الله ومسلم قال أين أكبرهم؟ قال: شريح، قال: أنت أبو شريح، فدعاه له ولولده، وسمع القوم وهم يسمون رجلا منهم عبد الحجر فقال:
ما اسمك؟ فقال: عبد الحجر، فقال: بل أنت عبد الله - وأنه لما حضر خروج القوم إلا بلادهم أعطى كل رجل منهم [] (5) في بلاده حيث أحب، إلا أن هانئ قال له: يا رسول الله، أخبرني بشئ يوجب لي الجنة، قال: عليك بحسن الكلام وبذل الطعام. وذكره أبو داود في باب تغيير الاسم القبيح إلى قوله -: فأنت أبو شريح، وبعده قال أبو داود: هذا هو الذي كسر السلسلة وهو ممن دخل تستر.
وخرجه النسائي (6) أيضا والبخاري في الأدب المفرد (7).