في فيها تقول يا أمير المؤمنين حاجيتك ما في فمي وفى فمها ما ساءها وناءها فخلى سبيله وكانت أمه من دوس (قال أبو جعفر الطبري) فحدثني أحمد بن ثابت عمن حدثه عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر وحدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد عن محمد بن عمر قالا كانت وقعة الحرة يوم الأربعاء لليلتين بقينا من ذي الحجة سنة 63 وقال بعضهم لثلاث ليال بقين منه (وحج بالناس في هذه السنة عبد الله بن الزبير) * حدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن ابن عوف قال حج ابن الزبير بالناس سنة 63 وكان يسمى يومئذ العائذ ويرون الامر شورى قال فلما كانت ليلة هلال المحرم ونحن في منزلنا إذ قدم علينا سعيد مولى المسور بن مخرمة فخبرنا بما أوقع مسلم بأهل المدينة وما نيل منهم فجاءهم أمر عظيم فرأيت القوم شهروا وجدوا واعدوا وعرفوا انه نازل بهم وقد ذكر من أمر وقعة الحرة ومقتل ابن الغسيل أمر غير الذي روى عن أبي مخنف عن الذين روى وذلك عنهم وذلك ما حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا أبي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا جويرية بن أسماء قال سمعت أشياخ أهل المدينة يحدثون أن معاوية لما حضرته الوفاة دعا يزيد فقال له إن لك من أهل المدينة يوما فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة فإنه رجل قد عرفت نصيحته فلما هلك معاوية وفد إليه وفد من أهل المدينة وكان ممن وفد عليه عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر وكان شريفا فاضلا سيدا عابدا معه ثمانية بنين له فأعطاه مائة ألف درهم وأعطى بنيه لكل واحد منهم عشرة آلاف سوى كسوتهم وحملانهم فلما قدم المدينة عبد الله بن حنظلة أتاه الناس فقالوا ما وراءك قال جئتكم من عند رجل والله لو لم أجد إلا بنى هؤلاء لجاهدته بهم قالوا قد بلغنا أنه أجداك وأعطاك وأكرمك قال قد فعل وما قبلت منه إلا لا تقوى به وحضض الناس فبايعوه فبلغ ذلك يزيد فبعث مسلم بن عقبة إليهم وقد بعث أهل المدينة إلى كل ماء بينهم وبين الشأم فصبوا فيه زقا من قطران وعور فأرسل الله السماء عليهم فلم يستقوا بدلو حتى وردوا المدينة فخرج إليهم أهل المدينة بجموع كثير وهيئة لم ير مثلها
(٣٨٠)