ابن عضاه الأشعري فمشى في خمسمائة مرام حتى دنوا من ابن الغسيل وأصحابه فأخذوا ينضحونهم بالنبل فقال ابن الغسيل علام تستهدفون لهم من أراد التعجل إلى الجنة فليلزم هذه الراية فقام إليه كل مستميت فقال اتعدوا إلى ربكم فوالله إني لأرجو أن تكونوا عن ساعة قريري عين فنهض القوم بعضهم إلى بعض فاقتتلوا أشد قتال رؤى في ذلك الزمان ساعة من نهار وأخذ يقدم بنيه أمامه واحدا واحدا حتى قتلوا بين يديه وابن الغسيل يضرب بسيفه ويقول بعدا لمن رام الفساد وطغى * وجانب الحق وآيات الهدى لا يبعد الرحمن إلا من عصى فقتل وقتل معه أخوه لامه محمد بن ثابت بن قيس بن شماس استقدم فقاتل حتى قتل وقال ما أحب أن الديلم قتلوني مكان هؤلاء القوم ثم قاتل حتى قتل وقتل معه محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري فمر عليه مروان بن الحكم وكأنه برطيل من فضة فقال رحمك الله فرب سارية قد رأيتك تطيل القيام في الصلاة إلى جنبها (قال هشام) فحدثني عوانة قال فبلغنا أن مسلم بن عقبة كان يجلس على كرسي ويحمله الرجال وهو يقاتل ابن الغسيل يوم الحرة وهو يقول أحيا أباه هاشم بن حرمله * يوم الهباتين ويوم اليعمله كل الملوك عنده مغربله * ورمحه للوالدات مثكله لا يلبث القتيل حتى يجد له * يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له (قال هشام) عن أبي مخنف وخرج محمد بن سعد بن أبي وقاص يومئذ يقاتل فلما انهزم الناس مال عليهم يضربهم بسيفه حتى غلبته الهزيمة فذهب فيمن ذهب من الناس وأباح مسلم المدينة ثلاثا يقتلون الناس ويأخذون الأموال فأفزع ذلك من كان بها من الصحابة فخرج أبو سعيد الخدري حتى دخل في كهف في الجبل فبصر به رجل من أهل الشأم فجاء حتى اقتحم عليه الغار (قال أبو مخنف) فحدثني الحسن بن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال دخل إلى الشامي يمشى بسيفه قال فانتضيت سيفي فمشيت إليه لأرعبه لعله ينصرف عنى فأبى إلا الاقدام على فلما
(٣٧٧)