نحوا من ألف رجل من ذوي البأس والنجدة ثم أقبل نحو فسطاط شرحبيل بن ورس فلما رآهم ابن ورس مقبلين إليه نادى في أصحابه فلم يتواف إليه مائة رجل حتى انتهى إليه عباس بن سهل وهو يقول يا شرطة الله إلى إلى قاتلوا المحلين أولياء الشيطان الرجيم فإنكم على الحق والهدى وقد غدروا وفجروا (قال أبو مخنف) فحدثني أبو يوسف أن عباسا انتهى إليهم وهو يقول:
أنا ابن سهل فارس غير وكل * أروع مقدام إذا الكبش نكل وأعتلي رأس الطرماح البطل * بالسيف يوم الروع حتى ينخزل قال فوالله ما اقتتلنا إلا شيئا ليس بشئ حتى قتل ابن ورس في سبعين من أهل الحفاظ ورفع عباس بن سهل راية أمان لأصحاب ابن ورس فأتوها إلا نحوا من ثلثمائة رجل انصرفوا مع سلمان بن حمير الهمداني وعياش بن جعدة الجدلي فلما وقعوا في يد عباس بن سهل أمر بهم فقتلوا إلا نحوا من مائتي رجل كره ناس من الناس ممن دفعوا إليهم قتلهم فخلوا سبيلهم فرجعوا فمات أكثرهم في الطريق فلما بلغ المختار أمرهم ورجع من رجع منهم قام خطيبا فقال ألا إن الفجار الأشرار قتلوا الأبرار الأخيار ألا إنه كان أمرا مأتيا وقضاء مقضيا وكتب المختار إلى ابن الحنفية مع صالح بن مسعود الخثعمي (بسم الله الرحمن الرحيم) أما بعد فإني كنت بعثت إليك جندا ليذلوا لك الأعداء وليحوزوا لك البلاد فساروا إليك حتى إذا أظلوا على طيبة لقيهم جند الملحد فخدعوهم بالله وغروهم بعهد الله فلما اطمأنوا إليهم ووثقوا بذلك منهم وثبوا عليهم فقتلوهم فإن رأيت أن أبعث إلى أهل المدينة من قبلي جيشا كثيفا وتبعث إليهم من قبلك رسلا حتى يعلم أهل المدينة أنى في طاعتك وإنما بعثت الجند إليهم عن أمرك فافعل فإنك ستجد عظمهم بحقكم أعرف وبكم أهل البيت أرأف منهم بآل الزبير الظلمة الملخدين والسلام عليك فكتب إليه ابن الحنفية أما بعد فإن كتابك لما بلغني قرأته وفهمت تعظيمك لحقي وما تنوى به من سروري وإن أحب الأمور كلها إلى ما أطيع الله فيه فأطع الله ما استطعت فيما أعلنت وأسررت واعلم أنى لو أردت القتال لوجدت الناس إلى