المهلب وقال الأحنف وعبيد الله بن زياد بن ظييان وأشراف أهل البصرة للمهلب وما عليك ألا يكتب لك مالك بن مسمع ولا من تابعه من أصحابه إذا أعطاك الذي أردت من ذلك جميع أهل البصرة ويستطيع مالك خلاف جماعة الناس أوله ذلك انكمش أيها الرجل واعزم على أمرك وسر إلى عدوك ففعل ذلك المهلب وأمر على الأخماس فأمر عبيد الله بن زياد بن ظبيان على خمس بكر بن وائل وأمر الحريش ابن هلال السعدي على خمس بنى تميم أو جاءت الخوارج حتى انتهت إلى الجسر الأصغر عليهم عبيد الله بن الماحوز فخرج إليهم في أشراف الناس وفرسانهم ووجوههم فحازهم عن الجسر ودفعهم عنه فكان أول شئ دفعهم عنه أهل البصرة ولم يكن بقى لهم إلا أن يدخلوا فارتفعوا إلى الجسر الأكبر ثم إنه عبى لهم فسار إليهم في الخيل والرجال فلما أن رأوا أن قد أظل عليهم وانتهى إليهم ارتفعوا فوق ذلك مرحلة أخرى فلم يزل يحوزهم ويرفعهم مرحلة بعد مرحلة ومنزلة بعد منزلة حتى انتهوا إلى منزل من منازل الأهواز يقال له سلى وسلبرى فأقاموا به ولما بلغ حارثة بن بدر الغداني أن المهلب قد أمر على قتال الأزارقة قال لمن معه من الناس:
كرنبوا ودولبوا وحيث شئتم فاذهبوا قد أمر المهلب فأقبل من كان معه نحو البصرة فصرفهم الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة إلى المهلب ولما نزل المهلب بالقوم خندق عليه ووضع المسالح وأذكى العيون وأقام الأحراس ولم يزل الجند على مصافهم والناس على راياتهم وأخماسهم وأبواب الخنادق عليها رجال موكلون بها فكانت الخوارج إذا أرادوا بيات المهلب وجدوا أمرا محكما فرجعوا فلم يقاتلهم إنسان قط كان أشد عليهم ولا أغيظ لقلوبهم منه (قال أبو مخنف) فحدثني يوسف بن يزيد عن عبد الله بن عوف بن الأحمر أن رجلا كان في تلك الخوارج حدثه أن الخوارج بعثت عبيدة بن هلال والزبير بن الماحوز في خيلين عظيمين ليلا إلى عسكر المهلب فجاء الزبير من جانبه الأيمن وجاء عبيدة من جانبه الأيسر ثم كبروا وصاحوا بالناس فوجدوهم على