(قال أبو جعفر) وحدثني أبو الحسن الخراساني عن أبي حماد السلمي قال أقام ابن خازم بهراة يقاتل أوس بن ثعلبة أكثر من سنة فقال يوما لأصحابه قد طال مقامنا على هؤلاء فنادوهم يا معشر ربيعة إنكم قد اعتصمتم بخندقكم أفرضيتم من خراسان بهذا الخندق فاحفظهم ذلك فتنادى الناس للقتال فقال لهم أوس بن ثعلبة الزموا خندقكم وقاتلوهم كما كنتم تقاتلونهم ولا تخرجوا إليهم بجماعتكم قال فعصوه وخرجوا إليهم فالتقى الناس فقال ابن خازم لأصحابه اجعلوه يومكم فيكون الملك لمن غلب فان قتلت فأميركم شماس بن دثار العطاردي فان قتل فأميركم بكير ابن وشاح الثقفي * قال على وحدثنا أبو الذيال زهير بن هنيدة عن أبي نعامة العدوي عن عبيد بن نقيد عن إياس بن زهير بن حيان لما كان اليوم الذي هرب فيه أوس بن ثعلبة وظفر ابن خازم ببكر بن وائل قال ابن خازم لأصحابه حين التقوا إني قلع فشدوني على السرجي واعلموا أن على من السلاح ما لا أقتل قدر جزر جزورين فان قيل لكم انى قد قتلت فلا تصدقوني قال وكانت راية بنى عدى مع أبي وأنا على فرس محزم وقد قال لنا ابن خازم إذا لقيتم الخيل فاطعنوها في مناخرها فإنه لن يطعن فرس في نخرته إلا أدبر أو رمى بصاحبه فلما سمع فرسى قعقعة السلاح وثب بي واديا كان بيني وبينهم قال فتلقاني رجل من بكر بن وائل فطعنت فرسه في نخرته فصرعه وحمل أبى ببنى عدى وأتبعته بنو تميم من كل وجه فاقتتلوا ساعة فانهزمت بكر بن وائل حتى انتهوا إلى خندقهم وأخذوا يمينا وشمالا وسقط ناس في الخندق فقتلوا قتلا ذريعا وهرب أوس بن ثعلبة وبه جراحات وحلف ابن خازم لا يؤتى بأسير إلا قتله حتى يغيب الشمس فكان آخر من أتى به رجل من بنى حنيفة يقال له محمية فقالوا لأبي خازم قد غابت الشمس قال وفوا به القتلى فقتل قال فأخبرني شيخ من بنى سعد بن زيد مناة أن أوس بن ثعلبة هرب وبه جراحات إلى سجستان فلما صار بها أو قريبا منها مات وفى مقتل ابن مرثد وأمر أوس بن ثعلبة يقول المغيرة بن حبناء أحد بنى ربيعة بن حنظلة وفى الحرب كنتم في خراسان كلها * قتيلا ومسجونا بها ومسيرا
(٤٢٥)