فارضوا بهذه الناحية وخلوه وما هو فيه فقال بنو صهيب وهم موالى بنى جحدر لا والله لا نرضى أن نكون نحن ومضر في بلد وقد قتلوا ابني مرثد فان أجبتنا إلى هذا وإلا أمرنا علينا غيرك قال انما أنا رجل منكم فاصنعوا ما بدا لكم فبايعوه وسار إليهم ابن خازم واستخلف ابنه موسى وأقبل حتى نزل على واد بين عسكره وبين هراة قال فقال البكريون لأوس اخرج فخندق خندقا دون المدينة فقاتلهم فيه وتكون المدينة من ورائنا فقال لهم أوس الزموا المدينة فإنها حصينة وخلوا ابن خازم ومنزله الذي هو فيه فإنه إن طال مقامه ضجر فأعطاكم ما ترضون به فان اضطررتم إلى القتال قاتلتم فأبوا وخرجوا من المدينة فخندقوا خندقا دونها فقاتلهم ابن خازم نحوا من سنة * قال وزعم الأحنف بن الأشهب الضبي وأخبرنا أبو الذيال زهير بن الهنيد سار ابن خازم إلى هراة وفيها جمع كثير لبكر بن وائل قد خندقوا عليهم وتعاقدوا على إخراج مضر إن ظفروا بخراسان فنزل بهم ابن خازم فقال له هلال الضبي أحد بنى ذهل ثم أحد بنى أوس إنما تقاتل إخوتك من بنى أبيك والله إن نلت منهم ما تريد ما في العيش بعدهم من خير وقد قتلت بمرو الروذ منهم من قتلت فلو أعطيتهم شيئا يرضون به أو أصلحت هذا الامر قال والله لو خرجت لهم عن خراسان ما رضوا به ولو استطاعوا أن يخرجوكم من الدنيا لأخرجوكم قال لا والله لا أرمى معك بسهم ولا رجل يطيعني من خندف حتى تعذر إليهم قال فأنت رسولي إليهم فأرضهم فأتى هلال إلى أوس بن ثعلبة فناشده الله والقرابة وقال أذكرك الله في نزار أن تسفك دماءها وتضرب بعضها ببعض قال لقيت بنى صهيب قال لا والله قال فالقهم فخرج فلقى أرقم بن مطرف الحنفي وضمضم بن يزيد أو عبد الله بن ضمضم بن يزيد وعاصم بن الصلت بن الحريث الحنفيين وجماعة من بكر بن وائل وكلمهم بمثل ما كلم به أوسا فقالوا هل لقيت بنى صهيب فقال لقد عظم الله أمر بنى صهيب عندكم لا ألم ألقهم قالوا ألقهم فأتى بنى صهيب فكلمهم فقالوا لولا أنك رسول لقتلناك قال أفما يرضيكم شئ قالوا واحدة من اثنتين إما أن تخرجوا عن خراسان ولا يدعو فيها لمضر داع وإما أن تقيموا
(٤٢٣)