ربيعة الكناني فقال وأنا أشهدكم على مثل ذلك فقال سليمان بن صرد حسبكم من أراد من هذا شيئا فليأت بماله عبد الله بن وال التيمي تيم بكر بن وائل فإذا اجتمع عنده كلما تريدون إخراجه من أموالكم جهزنا به ذوي الخلة والمسكنة من أشياعكم (قال أبو مخنف) لوط بن يحيى عن سليمان بن أبي راشد قال فحدثنا حميد ابن مسلم الأزدي أن سليمان بن صرد قال لخالد بن سعد بن نفيل حين قال له والله لو علمت أن قتلى نفسي يخرحنى من ذنبي ويرضى عنى ربى لقتلتها ولكن هذا أمر به قوم غيرنا كانوا من قبلنا ونهينا عنه قال أخوكم هذا غدا فريس أول الأسنة قال فلما تصدق بماله على المسلمين قال له أبشر بجزيل ثواب الله الذين لأنفسهم يمهدون (قال أبو مخنف) حدثني الحصين بن يزيد بن عبد الله بن سعد بن نفيل قال أخذت كتابا كان سليمان بن صرد كتب به إلى سعد بن حذيفة بن اليمان بالمدائن فقرأته زمان ولى سليمان قال فلما قرأته أعجبني فتعلمته فما نسيته كتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم من سليمان بن صرد إلى سعد بن حذيفة ومن قبله من المؤمنين سلام عليكم أما بعد فان الدنيا دار قد أدبر منها ما كان معروفا وأقبل منها ما كان منكرا وأصبحت قد تشنأت إلى ذوي الألباب وأزمع بالترحال منها عباد الله الأخيار وباعوا قليلا من الدنيا لا يبقى بجزيل مثوبة عند الله لا يفنى إن أولياء من إخوانكم وشيعة آل نبيكم نظروا لأنفسهم فيما ابتلوا به من أمر ابن بنت نبيهم الذي دعى فأجاب ودعا فلم يجب وأراد الرجعة فحبس وسأل الأمان فمنع وترك الناس فلم يتركوه وعدوا عليه فقتلوه ثم سلبوه وجردوه ظلما وعدوانا وغرة بالله وجهلا وبعبر الله ما يعملون وإلى الله ما يرجعون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون فلما نظروا إخوانكم وتدبروا عواقب ما استقبلوا رأوا أن قد خطئوا بخذلان الزكي الطيب وإسلامه وترك مواساته والنصر له خطأ كبيرا ليس لهم منه مخرج ولا توبة دون قتل قاتليه أو قتلهم حتى تفنى على ذلك أرواحهم فقد جدوا إخوانكم فجدوا وأعدوا واستعدوا وقد ضربنا لاخواننا أجلا يوافوننا إليه وموطنا يلقوننا فيه فأما الاجل فغرة شهر ربيع الآخر سنة 65 وأما الموطن الذي يلقوننا فيه فالنخيلة أنتم الذين
(٤٢٩)