من الأردن حتى ينزل الجابية ونسير نحن وأنتم حتى نوافيه بها فبايع لرجل منكم فرضيت بذلك بنو أمية وكتبوا إلى حسان وكتب إليه الضحاك وخرج الناس وخرجت بنو أمية واستقبلت الرايات وتوجهوا يريدون الجابية فجاء ثور بن معن بن يزيد بن الأخنس السلمي إلى الضحاك فقال دعوتنا إلى طاعة ابن الزبير فبايعناك على ذلك وأنت تسير إلى هذا الأعرابي من كلب تستخلف ابن أخيه خالد بن يزيد فقال له الضحاك فما الرأي قال الرأي أن نظهر ما كنا نسر وندعوا إلى طاعة ابن الزبير ونقاتل عليها فمال الضحاك بمن معه من الناس فعطفهم ثم أقبل يسير حتى نزل بمرج راهط واختلف في الوقعة التي كانت بمرج راهط بين الضحاك ابن قيس ومروان بن الحكم فقال محمد بن عمر الواقدي بويع مروان بن الحكم في المحرم سنة 65 وكان مروان بالشام لا يحدث نفسه بهذا الامر حتى أطمعه فيه عبيد الله بن زياد حين قدم عليه من العراق فقال له أنت كبير قريش ورئيسها يلي عليك الضحاك بن قيس فذلك حين كان ما كان فخرج إلى الضحاك في جيش فقتلهم مروان والضحاك يومئذ في طاعة ابن الزبير وقتلت قيس بمرج راهط مقتلة لم يقتل مثلها في موطن قط قال محمد بن عمر حدثني ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة قال قتل الضحاك يوم مرج راهط على أن يدعو إلى عبد الله بن الزبير وكتب به إلى عبد الله لنا وذكر من طاعته عنه وحسن رأيه وقال غير واحد كانت الوقعة بمرج راهط بين الضحاك ومروان في سنة 64 وقد حدثت عن ابن سعد عن محمد بن عمر قال حدثني موسى بن يعقوب عن بنى الحويرث قال قال أهل الأردن وغيرهم لمروان أنت شيخ كبير وابن يزيد غلام وابن الزبير كهل وإنما يقرع الحديد بعضه ببعض فلا تباره بهذا الغلام وارم بنحرك في نحره ونحن نبايعك ابسط يدك فبسطها فبايعوه بالجابية يوم الأربعاء لثلاث خلون من ذي القعدة سنة 64 قال محمد بن عمرو حدثني مصعب بن ثابت عن عامر بن عبد الله أن الضحاك لما بلغه أن مروان قد بايعه من بايعه على الخلافة بايع من معه لابن الزبير ثم سار كل واحد منهما إلى صاحبه فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل الضحاك وأصحابه
(٤١٢)