لو كنت من أسد عرفت كرامتي * ورأيت لي بيت الحباب شفيعا (وفى هذه السنة) وجه زياد الربيع بن زياد الحارثي أميرا على خراسان بعد موت الحكم بن عمرو الغفاري وكان الحكم قد استخلف على عمله بعد موته أنس بن أبي أياس وأنس هو الذي صلى على الحكم حين مات فدفن في دار خالد بن عبد الله أخي خليد بن عبد الله الحنفي وكتب بذلك الحكم إلى زياد فعزل زياد أنسا وولى مكانه خليد بن عبد الله الحنفي * فحدثني عمر قال حدثني علي بن محمد قال لما عزل زياد أنسا وولى مكانه خليد بن عبد الله الحنفي قال أنس ألا من مبلغ عنى زيادا * مغلغلة يخب بها البريد أتعزلني وتطعمها خليدا * لقد لاقت حنيفة ما تريد عليكم باليمامة فاحرثوها * فأولكم وآخركم عبيد فولى خليدا شهرا ثم عزله وولى خراسان ربيع بن زياد الحارثي في أول سنة 51 فنقل الناس عيالاتهم إلى خراسان ووطنوا بها ثم عزل الربيع * فحدثني عمر قال حدثني على عن مسلمة بن محارب وعبد الرحمن بن أبان القرشي قالا قدم الربيع خراسان ففتح بلخ صلحا وكانوا قد أغلقوها بعد ما صالحهم الأحنف بن قيس وفتح قهستان عنوة وكانت بناحيتها أتراك فقتلهم وهزمهم وكان ممن بقى منهم نيزك طرخان فقتله قتيبة بن مسلم في ولايته * حدثني عمر قال حدثنا على قال غزا الربيع فقطع النهر ومعه غلامه فروخ وجاريته شريفة فغنم وسلم فأعتق فروخا وكان قد قطع النهر قبله الحكم بن عمرو في ولايته ولم يفتح * فحدثني عمر عن علي بن محمد قال كان أول المسلمين شرب من النهر مولى للحكم اغترف بترسه فشرب ثم ناول الحكم فشرب وتوضأ وصلى من وراء النهر ركعتين وكان أول الناس فعل ذلك ثم قفل (وحج) بالناس في هذه السنة يزيد بن معاوية حدثني بذلك أحمد بن ثابت عمن ذكره عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر وكذلك قال الواقدي وكان العامل في هذه السنة على المدينة سعيد بن العاص وعلى الكوفة والبصرة والمشرق كله زياد وعلى قضاء الكوفة شريح وعلى قضاء البصرة عميرة بن يثربي
(٢١٣)